كوسوفو تطالب العالم بـ"الاعتراف" بها واحتجاج صربي روسي



كوسوفو- وكالات- طالب إقليم كوسوفو رسميا حكومات العالم بالاعتراف باستقلاله فيما يتجه الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول لدعمه، وسط احتجاجات صربية وروسية وعدم تأييد بعض الدول.
وقال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي إنه وجه طلبا رسميا إلى "جميع حكومات العالم" وإنه ينتظر أول إعلانات الاعتراف بالاستقلال "في الساعات المقبلة" مشيرا إلى أنه سيكون للإقليم المستقل "وزير خارجية وسفارات في العالم بشكل سريع" حسب قوله.
وفيما يستعجل الإقليم سرعة إقرار استقلاله، طلبت روسيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تحديد موقفه بكل وضوح" من إعلان كوسوفو استقلالها من جانب واحد.
ودعا بوتسان خارتشنكو نائب مدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية الروسية أن يكون بان حريصا على ميثاق المنظمة الأممية وقرار مجلس الأمن رقم 1244 حول كوسوفو. ونقلت مصادر دبلوماسية أممية استياء موسكو من الحياد الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة.
يأتي ذلك فيما يتجه الاتحاد الأوروبي للاعتراف باستقلال كوسوفو حيث يجتمع وزراء خارجيته اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث إعلان موقف موحد من استقلاله، وسبل دعم الدولة الجديدة.
وتوقع وزير الخارجية السلوفيني ديمتري روبل الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد أن يعترف عدد كبير من الدول الأعضاء بكوسوفو إقليما مستقلا، لكنه أشار إلى أن "الاعتراف ليس من صلاحية الاتحاد بحد ذاته، إنها الدول الأعضاء التي ستقرر كل حسب رأيه وقناعاته".
ومن المقرر أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بشأن نشر بعثة أمنية وقضائية مكونة من نحو ألفي رجل شرطة وقضاء في كوسوفو الشهر المقبل.
ومقابل التوجه لتأييد خطوة كوسوفو، لفت رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إلى أنه "يجب ألا تشعر صربيا أن أوروبا تخلت عنها".
وفي أول رد فعل من جانب جمهورية صربيا على إرسال بعثة أمنية وقضائية أوروبية إلى الإقليم، وجهت بلغراد احتجاجا رسميا إلى الاتحاد الأوروبي معتبرة قراره غير قانوني. وكان رئيس وزرائها فويسلاف كوستونيتشا شن هجوما حادا على الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وبدورهم، سارع الزعماء الصرب في كوسوفو إلى رفض البعثة الأوروبية ووصفوا مهمتها بالاحتلال.
وعقب إعلان كوسوفو الاستقلال، هاجم متظاهرون صرب سفارة سلوفينيا في بلغراد ورشقوها بالحجارة وكسروا نوافذها ونزعوا علمها وعلم الاتحاد الأوروبي كما هاجموا السفارة الأمريكية التي يعتبرونها "أصل البلاء".
وكانت مصادر صحافية في بروكسل أشارت إلى أن غالبية دول الاتحاد تقبل هذا الاستقلال، وترفضه أقلية كإسبانيا وقبرص اللتين تخشيان من تكرار السيناريو على أراضيهما نظرا لوجود أقليات تطالب بالانفصال.
وذكرت مصادر صحافية في بريشتينا أن زعماء كوسوفو يأملون باعتراف مائة دولة باستقلالهم، ويعولون على دعم الولايات المتحدة بالدرجة الأولى وعلى تأييد الاتحاد الأوروبي.
وفي رد فعله أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أنه لن يؤيد هذا العمل "الأحادي" معتبرا أنه لا يراعي القانون الدولي، لتنضم بلاده بذلك إلى روسيا وسريلانكا وإندونيسيا والتشيك وسلوفاكيا ورومانيا التي رفضت الاعتراف بالاستقلال، فيما أعربت الصين عن قلقها من عودة التوتر إلى البلقان، وأعربت النمسا عن التزامها بموقف الاتحاد.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا رسميا بناء على طلب روسي حضره الرئيس الصربي لبحث الموقف من إعلان استقلال كوسوفو، بعد أن فشل أعضاؤه أول أمس بالتوصل إلى موقف موحد.
الثلاثاء 19/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع