أولمرت للشعب الفلسطيني: إنتظــروا ريثما نستكمل احتلال القدس..
بـعــدهــا . . نـتـحـــدث!



حيفا- كتب محرّرو "الاتحاد"- رئيس الحكومة ايهود اولمرت يسعى لـ "دفش" قضية القدس بعيدًا..
فهو يردّد بأن هذه القضية معقدة وقد تؤدي الى فشل المفاوضات. لذلك، بحسب مخططه، يجب تأجيل الخوض في القضية الى مرحلة متأخرة.
نحن نوافق أولمرت على أن القدس قضية معقدة. ولكن يجب أن نسأل: ما هو أصل التعقيد؟ أولا، وأخيرًا، لأن هناك من يحتل الجزء الفلسطيني منها، ولا يزال يضع شتى الخطط للتوسّع عبر احتلال قراها ومحيطها.
من هنا، يبدو اقتراح اولمرت أقرب الى التذاكي الذي يُضمر نوايا خبيثة. ويكتسب هذا التقدير قوّة، إزاء حقيقة تواصل المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية في جبل أبو غنيم (مستوطنة "هار حوما")، والنوايا المعلنة لاضافة نحو 3000 وحدة سكنية في محيط القدس، في المستقبل القريب جدًا. ولا حاجة للتذكير طبعًا بمشروع جدار الضم التوسعي الذي جاء لفرض وتأبيد ما يسمى بـ "القدس الكبرى".
إن ما يريده أولمرت وحكومته عمليًا هو التالي: إبقاء القدس خارج التفاوض وفي الوقت نفسه مواصلة فرض واقع احتلالي عليها بأداة الاستيطان. هذا المحامي الشاطر، أولمرت، يطلب من الشعب الفلسطيني الانتظار ريثما يُكمل تكبيل القدس بأغلال السيطرة. وهو ما يجب رفضه بشكل قاطع حتى بثمن وقف أي تفاوض. لأنه لا معنى لأية مفاوضات دون القدس. وهو ما ينسحب على بقية الملفات الأساسية: المستوطنات، الحدود، اللاجئين والسيادة.
وعليه، فيجب أن نتوقع ردًا فلسطينيًا حاسمًا لا يقبل التأويل في هذا الخصوص. فتجربة إرجاء القضايا الحقيقية لا تزال ماثلة بأثمانها الباهظة. باختصار: إما مفاوضات أو ألاعيب.. ولا مكان ولا وقت للألاعيب.

الثلاثاء 19/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع