أجواء وحدوية للانطلاق للمهام السياسية والاجتماعية:
الجلسة الثانية لمؤتمر الجبهة تحدد الخطوط العريضة للعمل البلدي وتجري تغييرات عملية على الدستور



*الجبهة ستسهم بقوّة لإنجاح قرار لجنة المتابعة بتوقيع ربع مليون مواطن على عريضة من أجل لجنة تحقيق حيادية بمشاركة مختصين دوليين*

في أجواء وحدوية ومن خلال الاهتمام بالقضايا الأساسية التي تهم الجبهة وعملها وتهيئة الظروف للانطلاق في عملها، اجتمع المئات من مندوبي مؤتمر الجبهة أمس السبت في قاعة سميراميس في شفاعمرو للتباحث في قضايا الجلسة الثانية من مؤتمر الجبهة.
افتتح الاجتماع النائب محمد بركة رئيس مجلس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة الذي أكد على ان الجبهة تحقق نهضة تنظيمية في كل الفروع وهي تقود النضالات السياسية والاجتماعية بين الجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية، واكد على ارتفاع منسوب الالتزام السياسي بشكل ملحوظ لدى كوادر الجبهة.
وتعرض بركة لارتفاع العنصرية في المؤسسة العنصرية، وإلى ميزانية الدولة وتقرير الفقر اللذين يؤكدان ان المؤسسة الحاكمة تدير ظهرها كليًا للطبقات المستضعفة.
وأكد بركة على ضرورة إنجاح الحملة من أجل جمع ربع مليون توقيع من أجل لجنة تحقيق حيادية وبمشاركة مختصين دوليين للكشف عن المجرمين في الجهاز السياسي والشرطة وكل المسؤولين عن جريمة قتل 13 ضحية في أكتوبر 2000.
وقدم ايمن عودة مركز عمل الجبهة تقرير السكرتارية عدد من خلاله الفعاليات القوية والمؤثرة للجبهة في كافة الميادين وتوقّف عودة عند أهمية إنجاح حملة الربع مليون توقيع لأن حق المواطن العربي في التظاهر والشرعية والتأثير والحياة هو حق لا استئناف عليه، وعدد عودة مهام الجبهة في المرحلة القادمة.
وتحدث سكرتير عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي محمد نفاع الذي أشار إلى ان الجبهة تقف في الجهة الأخرى لجهة امريكا وحلفائها إن كان ذلك في العراق أو لبنان او فلسطين، وأكد نفاع على ان قيادتي الحزب والجبهة يبذلان كل الجهود من اجل تقوية اواصر العلاقة بين الحزب والجبهة وهذا ما يتم في الأشهر الأخيرة.

 

وجرى نقاش مستفيض شارك فيه مندوبو المؤتمر، ولخّصه النائب محمد بركة رئيس الجبهة واتخذت القرارات السياسية التالية:

- يعود المؤتمر السابع للجبهة ويصادق على برنامج الجبهة السياسي والاجتماعي الذي اثبت مسار التطور والصراع صحته ومصداقيته.
- يدين المؤتمر جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي يمارسها في المناطق المحتلة والعقوبات الجماعية المتمثلة بفرض الحصار الاقتصادي والتجويعي وتصعيد العدوان العسكري من قصف وقتل وخاصة على قطاع غزة.
 كما يدين مواصلة الاحتلال لعمليات الاستيطان والتهويد خاصة في القدس الشرقية ومواصلة بناء جدار الضم والفصل العنصري وتكثيف الاستيطان. ويحذر المؤتمر من لجوء التحالف الاستراتيجي العدواني الاسرائيلي – الامريكي الى استغلال الوضع المعقد في غزة بعد الانقلاب العسكري على الشرعية الفلسطينية الذي قامت به حماس - لاجهاض الكفاح الفلسطيني العادل ونسف حقوقه الوطنية بالتحرر والاستقلال الوطني.
- في هذا الظرف المصيري من التطور تدعو الجبهة لانضمام مجموعات وافراد من اليهود والعرب الى الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، على اساس برنامج الجبهة السياسي والاقتصادي – الاجتماعي وعلى الشراكة الحقيقية والمبدئية.
- يدين المؤتمر قرار المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز بإغلاق ملف التحقيق حول من أجرموا بقتل 13 عربيًا وجرح الكثيرين ابان تظاهرات الاحتجاج في أكتوبر 2000، هذا القرار لا يغطي على المجرمين وحسب، بل يشرعن قتل المواطنين العرب من الناحية الرسمية، وتدعم الجلسة الثانية للمؤتمر قرار لجنة المتابعة بإقامة لجنة تحقيق حيادية بمشاركة مختصين دوليين وجمع تواقيع لعريضة الربع مليون مواطن من اجل إماطة اللثام عن المجرمين المباشرينوفي الجهاز السياسي والسياسة الرسمية التي أنبتت هذه الجريمة.
- ينتقد المؤتمر ويحذر من المدلول السياسي الخطير لتقرير لجنة فينوغراد حول حب لبنان الثانية الذي يشرعن، عمليا، السياسة العدوانية الإسرائيلية، وتحذّر الجلسة من تخطيط اسرائيلي- أمريكي جديد لحرب مقبلة في المنطقة. 
- من ناحية سياسية ووطنية واخلاقية ترفض وتعارض الجبهة الحملة السلطوية لتبرير سياسة التمييز القومي والمدني العنصرية تحت ستار "الخدمة الوطنية"، فالجبهة التي قادت دوما العمل التطوعي الوطني بين اوساط المواطنين العرب تعارض بشدة الخطوة السلطوية التي تشكّل النقيض لهذا التطوع – خطوة نحو "التجنيد الزاحف".
- يحذر المؤتمر من تبني دستور للدولة يسيء الى الدمقراطية والمساواة ومعادي للطبقات المستضعفة وللحقوق النقابية، ويميز ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية، من المواطنين العرب، وحقوقها القومية والاجتماعية والثقافية، وتؤكد الجبهة ان أي دستور في إسرائيل يجب ان يؤكد أنّ إسرائيل يجب ان تكون دولة ديمقراطية في جوهرها وطابعها وتعريفها بحيث تعبّر عن المجموعتين القوميتين في الدولة. 
- يندد المؤتمر بالسياسة الاقتصادية النيولبرالية لحكومة اولمرت التي تمعن في هدم المجتمع والتعليم والصحة والتي تؤدي الى توسيع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء، الى زيادة حدة الفقر والبطالة ونسف "دولة الرفاه" تدريجيا بما في ذلك تقليص مستحقات التأمين الوطني للعاطلين عن العمل ومستحقي تكملة الدخل وتأمين الاطفال والشيخوخة والمعاقين والاعتداء على حرية التنظيم والنضال النقابي والطبقي وعلى حقوق ربات البيوت وحقوق المرأة العاملة وضمان حقها في العمل وبالاخص المرأة العربية حيث ان 20 بالمئة فقط من النساء العربيات منخرطات في سوق العمل . الجبهة ترفض بشكل قاطع سياسة الخصخصة الاقتصادية التي تماسها حكومات اسرائيل والتي تحكم العقلية الاجتماعية والاقتصادية في اسرائيل وخاصة خصخصة الخدمات الرئيسية والمرافق الحيوية التي لا يجوز وضعها في ايدي رأس المال الكبير المحلي والخارجي وتملص الدولة من دورها في تقديم الخدمات الاساسية بشكل متساو لكل المواطنين من خلال الاخذ بعين الاعتبار اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
وتؤكّد الجبهة ان ميزانية الدولة الأخيرة وتقرير الفقر في إسرائيل يؤكدان أن حكومة أولمرت باضية في تعزيز سياسيتها المعادية للطبقات الضعيفة العربية واليهودية بشكل منهجي وخطير جدًا.
- يحذر المؤتمر من تصاعد العنصرية والترانسفيرية في المجتمع الاسرائيلي والتي وصلت الى درجة مأسسة العنصرية بسن قوانين معادية للعرب والدمقراطية في الكنيست. ان الجبهة التي ناضلت منذ اقامتها من اجل دولتين للشعبين تعارض بشدة محاولات حكومة اسرائيل استغلال حق تقرير المصير لتبرير التمييز على خلفية قومية وللانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، كما جاء التعبير عنه في شعار "الدولة اليهودية". والجبهة ترفض وتناضل ضد المفهوم والمدلول الصهيونيين لمقولة "الدولة اليهودية" التي مدلولها السياسي شرعنة الرفض الاسرائيلي لحق العودة للاجئين الفلسطينيين المسنود بقرارات الشرعية الدولية وشرعنة الترانسفير وسياسة التمييز القومي للمواطنين العرب في اسرائيل. ان شعار دولتان لشعبين يعني في الظرف الراهن بالتحديد تشديد النضال لانهاء الاحتلال ولاقامة الدولة الفلسطينية المستفلة وعاصمتها القدس العربية
كما يحذر المؤتمر من زيادة مخاطر الفاشية والتطرف اليميني العنصري المعادي للعرب وللدمقراطية في الكنيست وفي المؤسستين السياسية و"الامنية" وفي الاعلام وفي الجهاز التعليمي وفي الانفلات العنصري في الشارع.
الجبهة بوصفها القوة الصدامية المبدئية ضد الفاشية ستعمل من اجل اوسع وحدة دمقراطية يهودية – عربية في المعركة ضد خطر الفاشية في اسرائيل.
- تؤكّد الجبهة على ضرورة العمل من أجل إحياء الذكرى الستين للنكبة، هذه المناسبة التي نؤكد فيها ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وضرورة الاعتراف بالغبن التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني والجماهير العربية الفلسطينية داخل إسرائيل.
- تشجب الجبهة سياسة هدم البيوت العربية التي تمارسها السلطة وتصعيدها في الآونة الاخيرة، خاصة ضد عرب النقب والقرى العربية غير المعترف بها في النقب والجليل. وعمليا تمارس السلطة سياسة تهدف الى اقتلاع عرب النقب وممارسة التطهير العرقي ضد عرب النقب بهدف ترحيلهم ومصادرة اراضيهم وتهويدها. فالجبهة تدعو الى تصعيد التضامن الكفاحي اليهودي – العربي مع عرب النقب والدفاع عن حقهم بالبقاء والتطور في قراهم وعلى اراضيهم.
- تشجب الجبهة سياسة وزارة الداخلية التي تتمثل بحل المجالس المحلية واقالة رؤسائها وتعيين لجان معينة، وتطالب الجبهة وزارة الداخلية باحترام الارادة والحقوق الدمقراطية لأهالي المدن والقرى العربية التي طالها ناب الاقالة والحل باجراء انتخابات لسلطاتها المحلية كباقي السلطات المحلية وفي موعدها.
- يدعو المؤتمر الى تصعيد النضال من اجل مساواة المرأة في المجتمع وفي شتى المجالات السياسية والاجتماعية والتضامنية وداخل الجبهة ايضا، كما يدين المؤتمر كل اشكال الاضطهاد والعنف ضد النساء وبشكل خاص جرائم قلة الشرف المسماة تعسفا جرائم شرف العائلة ويطالب بالمساواة التامّة للمرأة في مختلف الميادين.
وتؤكد الجبهة على اهمية إحياء الثامن من آذار بفعاليات كفاحية ضخمة لتكن رافعة لنضال كل التقدميين من أجل مساواة المرأة في كافة المجالات.
- يطالب المؤتمر بتنظيف المدن والقرى العربية من عوامل تلويث البيئة من الهوائيات المسرطنة والمصانع الملوّثة وكسارات اخماد الانفاس، فالمدن والقرى العربية عبارة تجمعات انسانية وليست مجمعات نفايات.
- يُحيّي المؤتمر ويتضامن مع رافضي الخدمة في الجيش من الشبان العربي الدروز لاسباب سياسية وقومية وضميرية ومع الشباب اليهود الرافضين للخدمة في المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة.
- يحيّي المؤتمر جبهة الناصرة الدمقراطية بمناسبة مرور 32 سنة على انتصارها التاريخي في انتخابات بلدية الناصرة، ويعلن عن تضامنه التام مع جبهة الناصرة وادارة بلديتها برئاسة المهندس رامز جرايسي.
- يحيّي المؤتمر جهود بلدية الناصرة لإقامة اكاديمية عربية في الناصرة ، وهذا حق للجماهير العربية كوحدة قومية واحدة وجزء من المواطنين، ويحيّي المؤتمر الدور الجبّار الذي تقوم به مشتشفيات الناصرة الثلاث، ويؤكد الضرورة الى تكثيف عمل الجبهة والكتلة في الكنيست من اجل زيادة الدعم لهذه المؤسسات الهامة.
- يشجب المؤتمر السياسة الامبريالية الامريكية العدوانية التي تمارسها ادارة بوش عالميا وفي منطقتنا وخصوصا الجرائم الهمجية المرتكبة في العراق المحتل وفي افغانستان، كما يحذر المؤتمر من المغامرة العسكرية العدوانية الامريكية – الاسرائيلية ضد ايران وسوريا.

الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع