في ضفاف الأربعين



((إلى ..من كانوا معي))

***


في ضفاف الأربعينْ
أرجعتني زقزقات الطير من ساحة بيتي 
في ثؤابات النّهارْ
 للوسادات الّتي في شمسها
قد هامَ عشقٌٌ تحت أستارِ  الجدارْ
عَدّت النجْماتِ ألقت خصرها حرّاً طليقاً
في شفاهِ  الكلماتْ
وارتمت بالعنُقِ المسكوبِ خمراً  وجنونْ
فوق زنْد  الحلم في مُرّ السّنينْ
تحت أجنحة الْملائكِة الّتي حرست عشيقينِ
أغمضت خجلاً لئلاّ يُغضِب الربّ  استراق النظراتْ 
للعصافير الّتي تأكل غيماً من فتاتْ
في دثارِ الهمسِ والبوحِ احتراقاً
تعزف العشق على لحنٍ ضنينْ

......

في ضفاف الأربعين
أرجعتني زقزقات الطّيرِ من ساحة بيتي
للأغاني في دعاء البرمكيّاتِ لِمولودٍ جديدْ
في فضاءٍ من تباريك الأقاربِ
وزغاريدِ العواجزِ
وكفوفٍ من حديدْ
أمطرَتْ بالرّاقصاتِ الغجريّات
سخاءً بين رمّانِ الصّدور  
للأميرِ الآتي من ستّ الحبائبْ
بعدَ ستٍّ من إناثْ
غيّروا من أجله كلّ الأثاثْ ,
قدّموا الطّفلَ كعرْبونٍ لجيش الفقراءِ المعدمين

......


في ضفاف الأربعين
ذكّرتني زقزقات الطّير في ساحة بيتي
شجْرةَ التوت ألّتي أنبتها شيخ العطاءْ
مطعماً من حبّها طير السّماءْ
والحفاةُ من بني القريةِ من قبل السّراةِْ
وصنوف النّملِ والنّحلِ وأفواهُ البناتْ
لاثمات اليدّ من شيخٍ رزين

......

في ضفاف الأربعين
جرّحتني زقزقات الطّير حيناً قبل حينْ
حينما استصرخْتُ أرضيْ  يوم تلك الزلزلة
كنت طفلاً ليسَ لي (شبقٌ ولا عبقٌ ) بأرضٍ مهملة
 تحت حكم السّفلة
 والدّماء السائلة,
عن أبي المذبوحِ في ليل الظلامِ
وفي عيون الحاقدينْ

......


في ضفاف الأربعين
زقزقات الطّير في ساحات بيتي تتفجّرْ
زمرٌ من أبسط النّاس طريقاً وفريقاً
لطّخت تاج المعسكرْ
لطّخت تاج المعسكرِ بالدماء الْمستباحة
والدي أهداني في سخطي سلاحَه
والدي علّمني الأسماءَ  في نزق الأغاني
أشهرَ الأقلامَ , والأفكارَ, والأشعارَ, والأذكارَ,
,ووميض البرق في عقلي وفي وجهي ,
وبالنّار رماني,
في عيوني, واصطفاني واجتباني,
من جميع الخلق جنديّاً أميناً للعدالة
يحمل الإعصار  في حلم الغزالة
قاهراً عتماً تلاشى في لظى (كانون)

......


في ضفاف الأربعين
زقزقات الطّير تحملني الى زهرٍ  تحدّى
..للمسيرات الّتي أبقتني فردا
 في المجازرِ, والمقابرِ, والحواجزِ ,والمعابرِ
والقرايا, والمدائنِ ,والشّوارعِ, والمساكنِ
في المعاركِ ,والملاحمِ , والملاجئِ , والمآتمِ
والهراوي ,والزنازينِ , الْمتاريسِ, الدّخانْ

......

يومَ عرسٍ لشهيدٍ أوبطل
والصّبايا  أمطرتنا  بغناءٍٍٍ مرتجل ..
والجّحافلُ  وقوى الموتِ, وفنّ الإغتصابْ
يقطنونَ النشوة القصوى ,وفي جثث الحرابْ
يتقنون الرّقص فوق الدمّ ,في مدن الخرابْ
والإطارات الّتي قد أوقدت في فجر ليلٍ مشعلاً (تشرين)


 


ألقيت في الأمسية الشعرية في النّاصرة  في مقر جمعيّة اللّجون
15 شباط 2008 -  والّتي أقيمت احتجاجاً وانتفاضاً على قرارات المستشار القضائي مزّوز بإغلاق ملفّات شهداء مذبحة أكتوبر 2000


ahfabo@hotmail.com
http://aafak.jeeran.com/

أحمد فوزي أبو بكر
الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع