مساء الهدنة



 

 

 

 

 

 

 

- هل لي ان استقر هنا لبعض التاريخ؟
* لم؟
- لان دربي شاق ومسيري عوسج…ولاني جئت من مجهول وقادمة اليه، لاني أبحث عن
آدم وعني وعن معنى الطريق.
* وهل وجدت الوجهة؟
- وهل قال التاريخ اني وجدتها ؟ مازال البحث مضنيا
* من يكون زائري؟
أنا ثقب الفصول أنا ………..أنا…………أنا دائرة المتاهة ومشقة الطريق
وفراغ الروح من المعنى …..أنا شبق يتركه الهجر على فوهة بركان ويمضي…أو قل
أنني الترقب
-من اين واجهتك؟
* من دينة بكر فض الصراخ بكارتها…..مدينة فاتنة البسها الخوف فصارت مأتما ،
صارت محج الهارب والغاضب والخانع و……..والقوي ، صارت قنبلة تتفجر بالتقسيط
. كل درب يشتعل نارا وينطفئ في الهشيم …وكل فرد يحمل رزمه من مآس وغضب
…يحمل حزاما ناسفا من انفعال وقلة حيلة، متاهب للانفجار في وجه الشمس أو قرب
البحر واقفا كزوربا، ليلوث الصبح ويجرح المساء ويمضي الى
ال…..ش….ت…..ا……….ت
-اليك جحري ورغيفي…اليك حلمي ومائدة افطاري ….اليك حبري ……….
*أولاتخشى أن أطردك من مأواك ومن رغيفك ومن حلمك…..او لا تخف أن الوث حبرك
وكراريسك وان اشتت نسلك واشوه غدك…..
- طابت اقامتك بين اكرامي وكرمي
* وقد يطول مقامي
-لك اذن ذاكرة الاشياء ولي التاريخ..
*ولك حكايتي مع ساكني
-آدم…..
* ادم والوطن و…………..
قبل الولوج والفرار
قبل بداية الحكاية كنت هناك امام مرفأ الغيوم وامام الذاكرة القريبة من الهروب.
كنت محاذية للعويل، وكان هو متواطئا مع الهدنة، ولاني فوضى وشتات فقد كنت حينها
ابحث عن هدنة بين الصمت والاستكانة ….كنت ابحث عن الهدوء ، وكان هو فجر
الهروب وطريق الخلاص…كان ممتطيا صمته، لابسا فراغ الاشياء والاستقطاب ،،،
وبين الفراغات كان هناك شيء غريب …..كان هناك حزن باد من قسمات الليل المواري
، وكان هناك انحناء وثقب كأن فوضى الاشياء تتحد في ذاكرة الصمت الرهيب، اقتربت
كثيرا دون أن احاسب خطواتي ولا شغفي…..أوقفتني خطوطه الحمراء….بعد التوقف
وجدتني في شرايينه تتوزعني الاقطاب جيئة وذهابا ، وياكل مني الحنين زاده
…..راودته عن نفسه وراودني عن مشيئتي. وبعدها قررت الهروب من بوابة الخروج
المحاذية للصلاة، وجدت ضريحا وذكرى…..ووجدت قبري هناك …قلت لاباس ساترك
وصيتي وارحل، وانحنيت على الحبر، فتشت في الاعماق فلم اجد الا خريف اوراق تآكلت
من الاهمال ، اخذتها وحررت فيها دمي ونبضه:
وجدتك طفلا يتيما هاربا من اعماق الندوب ووجدتني ماوى الجراح، اما طافحة
بالامومة والفقدان فاعتنقتك….اسكنتك في نتوءاتي لتكون الغد القادم من عوسج
الغيوم….او الصبح الهارب من قبضة الكدمات المتوهجة….فهل انا الحضن المعول
عليه؟؟؟؟؟
ولما انتهيت ، نظرت اليّ فوجدت التاريخ يلومني على الغياب، قلت لاباس ساتاخر
لاحكي له، سافرت بشفتاي الحبر على جسد الورق المتآكل…..ولما انسجم قوامه
علقتها واستدرت الى الذاكرة لاضع بعضا من هلوسات ال…….
التقصي:
يدوس على نظراتي ، يلغي خطواته مني ويستقر في فوَضى التوتر
….يواريني للهروب ويستحم بصمت الفراغ….في صمت المعنى الغامض …البس هدوء
الاشياء ، وفي عمقي فوضى عارمة لعالم خرج من قبضتي ، استفز مسيري بعمق ووخزي
بالم فائض حتى البكاء …ارتب نفسي للاغراء وادوس على نظرات الاقصاء …الجه،
اشرح انفاسه…واقبل على الاعماق لاحبو،،،واخبو فيها توتري… لاتحرر من قيود
الهروب واللعنات ومن ويلات الحروب والهدنة، ابحث عن جدار لي …عن حبر نتن
لانقش اسمي …لم اجد الا جرح الاعماق والدم النازف وبعض العشب، وفي الواجهة
الموارية للذاكرة وجدت وقودا…وفي النسيان رأيت اشتعال الحريق….وزنا المقيدة
بالصمت والقوانين لا املك قانون المرور الى هناك، لاجرح الاشتعال او
اشربه…لاحقنه أو اهيج نفسي فيه، لننطفئ معا قربي أو اشتعل بعيدا..وليكن
للرماد ذكى الافول، او ضريح الهارب من مغارة الصبح البهي…
بعدها خرجت مسرعة وجدتني في طريق المتاهة وجسد الغياب
وجدتني ابحث في المجهول عن الوطن والادم و…

كاتبة مغربية

زينب سعيد
الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع