وسط تساؤلات عن فاعلية الزيارة:
مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يطلع على الآثار المدمّرة للإغلاقات في الضفة الغربية



الضفة الغربية (وكالات الأنباء) - يواصل جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لليوم الرابع على التوالي جولة في الأراضي الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة ومدينتي الخليل والقدس في الضفة الغربية، بهدف الاطلاع على أوضاع الفلسطينيين الإنسانية والمعيشية.
وأثناء زيارته قطاع غزة دعا لرفع الحصار عنها مؤكدا على تردي الأوضاع الإنسانية فيها، وفي مدينة الخليل -التي تجول في أحياء البلدة القديمة منها- أكد على صعوبة الوضع، لكنه أقر بأن دوره يقتصر فقط على رفع التقارير للأمين العام للأمم المتحدة.
وفي حين أعرب مسؤولون فلسطينيون عن ترحيبهم بالزيارة التي وصفوها بالمهمة، تساءل مواطنون ومؤسسات حقوقية فيما إذا كانت زيارة هولمز وتقاريره ستنجح في تخفيف معاناة الفلسطينيين أم لا.
وكان هولمز وصل ظهر السبت إلى مدينة الخليل -بعد انتهاء زيارته لقطاع غزة- واصطحبه مسؤولون فلسطينيون إلى البلدة القديمة حيث يتواجد الجيش والمستوطنون بكثافة، وفيها شاهد عن قرب بوابات الفصل الحديدية وحواجز الاحتلال والمنازل التي يحتلها المستوطنون.
واصطدم هولمز في مستهل جولته سيرا على الأقدام بالبوابة الحديدية المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، ثم واصل الجولة ليشاهد مئات المحال التجارية المغلقة بقرارات إسرائيلية.
وحتى تكتمل الصورة، استمع المسؤول لشهادات الضحايا من الفلسطينيين، فحدثه أحدهم عن إنجاب زوجته طفلا على حاجز عسكري منعه من الوصول إلى المستشفى. فيما شرح آخر عمليات الضرب والإيذاء والضغط التي تمارس عليه لإجباره على مغادرة منزله أو بيعه للمستوطنين.
وفيما إذا كان سينجح هولمز في التخفيف من معاناة الفلسطينيين، قال محافظ الخليل حسين الأعرج إن الزيارة مهمة حتى "يطلع عن كثب على حقيقة الأمر وما يجري في محافظة الخليل" لكنه أكد أن دور هولمز هو "كتابة تقارير بما شاهده ورآه وأحس به عن معاناة الشعب الفلسطيني ونقلها إلى السكرتير العام للأمم المتحدة".
وإلى جانب تأكيده على أهمية الزيارة، أوضح مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان -الذي رافق هولمز في الجولة- أن الزيارة "تجعل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أمام الواقع ويرى بعينه كيف يعيش الفلسطينيون وسينقله إلى أصحاب الشأن والقرار".
وأوضح حمدان أن الجانب الفلسطيني شرح للضيف طبيعة معاناة الفلسطينيين نتيجة اعتداءات المستوطنين وإغلاق المحال التجارية وعملية الفصل التي تسعى إليها السلطات في قلب الخليل.
وحول ما لمسه من انطباعات لدى الضيف قال "أراه صدم أمام الواقع الذي لا يصدق في مدينة الخليل لأن الواقع مختلف عن ما سمع عنه أو وصل إليه في ظل المستوطنات واستمرار الإغلاقات الإسرائيلية.
أما هولمز نفسه فرغم تأكيده أن الوضع مأساوي وصعب، صرح بأنه لا يوجد لديه حل سحري للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وأنه لا يستطيع فعل شيء دون مساعدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن.
وشدد في تصريح مقتضب أثناء جولته أن دوره هو رفع التقارير للأمين العام للأمم المتحدة فيما شاهده ولمسه أثناء الجولة، لكن مرافقيه من الصحفيين لاحظوا أنه لم يتعرض بالانتقاد للجانب الإسرائيلي بسبب إجراءاته ضد الفلسطينيين.
وفي تقييمه لأهمية الزيارة شدد الناشط الحقوق ماجد عاروري على أهمية التقارير التي يعدها مسؤولو الأمم المتحدة لأنها تنقل حقيقة ما يجري في الأراضي المحتلة، لكنه أوضح أنه "لا يجب أن نتوقع نتائج فورية وملموسة لمثل هذه الزيارات".
وقال إن التقارير تشكل نوعا من الضغط السياسي والأخلاقي على الجهات التي ترتكب الانتهاكات "وحتى تكون التقارير ملموسة وذات قيمة يجب أن تناقش من قبل هيئات دولية لها أثر وقدرة على الفعل مثل مجلس الأمن".

"هذه التقارير تشكل نوعًا من الضغط السياسي والأخلاقي على الجهات التي ترتكب الانتهاكات. لكن لا يمكن توقع نتائج فورية وملموسة"

الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع