كلمة <<الاتحاد>>
ستخيب آمالكم يا محتلين!

يتوهم المحتلون الانجلو امريكيون والاسرائيليون ان يؤلف اعتقال واهانة الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين، دالة فيكون مدلولها تخفيف حدة نار المقاومة العراقية المشتعلة ضد الغزاة المحتلين ومؤشرًا يساعد المحتل الاسرائيلي على تفعيل مكابس الضغط لابتزاز القيادة الفلسطينية سياسيًا وضرب مكانة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، وحتى طرده من وطنه المحتل ان سمحت الظروف.

وما نود تاكيده اولا ان اعتقال ومحاكمة صدام حسين - وكنا نود ان يحاكمه شعبه على جرائمه وليس الغزاة المحتلون - لن يغير او يؤثر بشكل ملموس على معادلة الصراع الاساسي في العراق في الظرف الراهن. فبعد ان اطيح بالنظام الدكتاتوري الدموي لم يعد صدام حسين بذي شأن، والمنطق السليم يؤكد أن من يجب ان تلقى على عاتقه مهمة محاكمة صدام حسين، خاصة في ظرف غياب ارادة السيادة العراقية المعتقلة في سجن الاحتلال، ليس ابدًا ارباب الاحتلال والجرائم الانجلو امريكيين، بل محكمة العدل الدولية سوية مع مجرمي الحرب من جلاوزة الاحتلال والمجازر والجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها ضد الانسانية في العراق وفي المناطق الفلسطينية المحتلة. وما يؤكده ارباب الاحتلال الانجلو امريكي بعد عملية اعتقال صدام، انه لم يكن وليس ابدًا اليد المحركة للمقاومة العراقية. فالصراع الاساسي الدائر اليوم على الارض العراقية المحتلة هو بين محتل اجنبي غاشم وبين شعب يناضل ويقاوم بمختلف اشكال المقاومة السلمية والمسلحة للتخلص من نير الاحتلال واستعادة حق شعب العراق بالحرية والاستقلال الوطني. واعتقال صدام حسين لن يحل تناقضات معادلة الصراع هذه التي لا حل لها الا برحيل وجلاء الغزاة المحتلين عن ارض السيادة العراقية.

وما يثير أشد الاستنكار والقرف الى درجة التقيؤ هو محاولة بعض اوساط حكومة الكوارث والجرائم اليمينية الشارونية وبعض الصحف العبرية ووسائل الاعلام التي تسبّح بحمد سياسة حكومة شارون العدوان الربط العضوي بين اعتقال صدام والمصير المرتقب لعرفات وكأنهما من طينة واحدة ومتشابهان. وقد وصلت السفالة العدائية البهيمية الى درجة ان تصرح النائبة الليكودية غيلة غمليئيل بعد اعتقال صدام انها "تتطوع لفحص القمل في لحية عرفات" بينما قال زميلها في السفالة، النائب الليكودي يحيئيل حزان قائلا انه يامل ان يتفرغ بوش الآن "لمعالجة الارهابي عرفات"!! ما نود تأكيده يا ارباب الاحتلال والجرائم الوحشية ان عرفات ليس صدام يا همج، فهو قائد المسيرة الكفاحية لشعبه في المعركة الوطنية للتخلص من دنس احتلالكم، وان كان هناك شبه ما فهو بين صدام حسين وحكومة جنرالات المجازر والاستيطان اليمينية. فصدام كان مجرمًا بحق شعبه، وشارون اليمين مجرم بحق الشعب الفلسطيني وبحق شعبه ايضًا. ونحن لنا الثقة بأن الشعبين العراقي والفلسطيني سيخيبان آمال وبرامج المحتلين الانجلو امريكيين والاسرائيليين.

("الاتحـــــــــــاد")
الثلاثاء 16/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع