من بعيد.. بعيد ،
وصل ..
بالبريد المستعجل ..
داخل طرد من حديد ..
ثور مستورد ..
موسوم ..
بالحديد والنار ..
شارة مزارع البقر ..
زرائب ..
في بيت الاشباح الأسود ،
في البلد الأكبر ؟!
لا .. بل الأصغر
الأصغر ،
******
يا أيها المتباهي ..
وكأنك الفارس الفاتح
المظفر،
يا أيها الآتي من بعيد
من مزارع البقر،
بمسكها ؟!
معطرّ ،
بزبلها .. بغبارها
تراك
معفر ،
******
يا ذا العينين الزائغتين
الجاحظتين ،
والشعر الأشعث،
وشحوب وجه يوحي
ببشائر الموت
الاصفر ،
******
يا ذا الابتسامة الباردة ،
على شفتين قاسيتين ،
تغيب لحظة ..
وبالكاد تعود بعدها لتظهر ،
******
هناك .. اسفل السلم ..
شبه اشباح ..
ينتظرون لقاءك ..
حدّق بهم ..
اغتصب شفتيك
برسمك عليهم ..
شبه ابتسامة ،
وتمتم ..
ها هم .. ها هم عبيدي ..
اصدقاء ! الزمن
الأغبر ،
******
هل أرى .. يديك ملوّحتين
مهتزّتين ..
كذيل جرو مرح ..
يقفز فرحا بهكذا
منظر ؟
******
يا أيها المدمن التعيس ..
هل أشعرك اعتمار " الكيبا "
على رأسك المخمور
بأنك بين الطاهرين !!
أصبحت الأطهر ؟
******
هل جئت ..
" بالهولوكوست "
معزيا
أم على مثله ..
محرضا
وربما .. أكثر وأكثر
وراء الخط
الأخضر ؟
******
يا أيها الثور الهائج ..
الآتي من بعيد ..
من زريبتك ..
في بيت الاشباح الأسود ،
جئت .. لتخور وتثور ..
واتحت لقرنيك..
ان تعمل وتعمل ..
وجعلت اشلاء الاطفال
بالهواء
تتبعثر
******
أنفاسك ..
لهيب نار تنفثها ،
لتأكل اليابس
والاخضر
وتحرق الزيتون والتين
وبقول الارض
والزعتر ،
******
لا .. لا ..
كفاك أيها الثور الهائج ،
الآتي من بعيد ..
من مزارع البقر ..
يا ذا القرون المهترئة ،
وشكل ثور ..
أبله .. أحمق ..
لا .. بل أقل ..
أقل من القليل ،
وأبدا ليس
أكثر ،
******
خارت قواك أيها
الثور ،
أنت المطعون في
الحلبة ،
قوائمك .. وهنت ،
وفقدت معها
الحركة ،
أصبحت وكأنك ..
في الأرض ..
" ممسمر " ،
******
أراك كالغصن في مهب
الريح .. تتأرجح
ترتعد .. تترنح .. تدب
وتتعثر ،
******
زريبتك أيها الثور
تحن لدبيب قوائمك ،
ملاذك هي ..
عد اليها ..
لا تبكِ لغيابك عنها
و لا تتحسر ،
في انتظارك تبنها
إلتهمه .. ايها الثور
افترشه ..
وبه تدثر ،
******
ساعة رحيلك دنت
أيها الثور ،
أغمض عينيك
وارحل ،
بعيدا .. ارحل
عالمنا بأنفاسك
إختنق
فعنه ارحل،
وثق .. برحيلك
احد لن
يتأئر ،
******
ربك بانتظارك
أيها الثور ،
عسير حسابك
عنده ،
فأسرع .. برحيلك
وعليه ابدا .. ابدا
لا تتأخر ،
ابدا
لا
تتأخر .
(حيفا)
جان زهر*
الأثنين 18/2/2008