أنا من قصة جاوز عمرها الستين



 

 

 

 

 

 

 

 

أنا يا صحب صليت، ركعت
سجدت، ابتهلت
ألاّ أفقد الصحبة ولا الخلان والدار
دار الزمان بنا وما زالت،
تبحث عنّنا الدار
ومهما غيروا أسماء نعود
نعمر الدار
هنا البروة هنا اللجون
هنا الدامون ميعار
عدّوا على أصابع اليدين
تشهر إسمنا نار
ظنوا أنها مسحت
وكانت معلما دار
صارت إسم من ساروا

**********

تخيل كل من كانوا ومن ولدوا
 وهم كثر إذا ساروا
صار الواحد منهم يقول الإسم والدار
أنا إسمي الكامل عزالدين من اللجون
وأنت اسمك كامل
  استقلال بروتنا
وهذا إسمه يوسف من معلول أوهوشه
وذاك يراسل الدنيا سعيد من المجدل
وكل الدنيا لن تقعد  لا ميعار لا مسحة
لا الشجرة  لا سحماتة
عدي على أصابع اليدين
أسماء بلا عدد وأفراد بلا عدد
وكل واحد منهم له إسمين
من عدد
علم منادى وضيعته
نناديهم نشد على إسم القرى فيهم
فنحييها ولم تمت
ونرفع فيها رايتها ،
أيا أمم  هجّرتنا
نحن أسماء بلا عدد

**********


نحن نعرّف الغادي نحن نعرّف الحادي
كل اسم هو قصة هو بلد هو دار
تحيا في الدنى  أمام الناس عنوانا
نخلدها ونحفظها ونعرف بعضنا بعضا
فامضي
إسمك استقلال
من البروة مع موقع الترحال
أنا من قرية المنسي- أذكر دائما أمسي
أسكن اليوم القفار وأحلم دائما بالدار
وهذه اسمها أنوار تذكر
أنها ولدت بلا عنوان
قالوا لها أنت، من قرية الزينات، لا تنسي
وكلما سئلت عن العنوان،
قالت: أنا من الزينات في أصلي
وأسكن قرية أخرى
تشرد نحوها أهلي كبرت أحمل الجواب
معلّقة ، رواية أصلي
أعلمها لأولادي وكل الذي نسلي

**********


سهل هو السؤال من أين ترى أنت؟
جواب سؤالكم
قصة،جاوز عمرها  الستين،
أنا من قرية اللجون منها تفرد الأهل
ترحل بعضهم حيفا والبعض في أم الفحم
رحل بعضهم بيروت ومنها في صدى الأرض
أنا تسكنني اللجون وعين الحجة ترويني
ومن يسكن اللجون هذا اليوم ظمآن
أنا ترحالي ما كان لولا الذي كان
أبحث في صدى الأيام عن عنوان سكناي
هنا في القدس أو حيفا  وأم الفحم لا أنسى
ولا أنسى أنّ اليسار ،
أقام عليها عنوانا تسمّى مجدو أو مجدون
لا فرق هي اللجون قصر الوقت أو طال

**********


فاكتبي اسمك استقلال
من البروة  إلى  الترحال
الى بلد بلا استقلال
ممتد بلا عنوان
 من بحرأطلسيّ ، الى خليج المال
فيه  منهم من  ننادي، أن يشهروا
أسماءهم بلدانهم  وبلدة الترحال
فنحن أسماء بلا عدد
نحن نعّرف الغادي نحن نعرّف الحادي
كل اسم هو قصة، هو بلدة
كانت ولا تزال
تحيانا ونحياها جواب على السؤال
من أين أنت؟
من قصة جاوز عمرها الستين 

(اللجون- القدس)

عزالدين السعد *
الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع