إجتماع طارئ لمجلس الأمن حول كوسوفو بطلب من موسكو، وصربيا تؤكد:
"واشنطـن مستعـدة لخـرق النظـام الدولـي
مـن أجـل مصالحهـا العسكريـة"



حيفا – مكتب "الاتحاد" ووكالات الأنباء - بدأ مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأحد اجتماعا طارئا حول كوسوفو بطلب من روسيا بعد اعلان الإقليم استقلاله الذي رفضته بلغراد وموسكو رفضا قاطعا.
واعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان روسيا "ستشدد على ان تطبق قيادة بعثة الامم المتحدة في كوسوفو (مينوك) القرار 1244 ووثائق اخرى متصلة. وبحسب هذه الوثائق فمن الواجب اعتبار اعلان الاستقلال من طرف واحد باطلا وملغى".
وتابع "وسنحذر بحزم من اي محاولة قمع في حال قرر صرب كوسوفو عدم احترام الاستقلال المعلن من طرف واحد".
من جهته، هاجم رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا بحدة الرئيس الأميركي جورج بوش لدعمه استقلال كوسوفو، وقال في مداخلة لمحطات الإذاعة والتلفزيون الصربية إن "أسم رئيس الولايات المتحدة المسؤول عن هذا العنف وأنصاره الأوروبيين ستدون بحروف سوداء في تاريخ صربيا". مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أيدت كوسوفو بصورة غير قانونية، وقال إن "واشنطن مستعدة لخرق النظام الدولي من أجل مصالحها العسكرية".
أما الولايات المتحدة وغالبية دول الاتحاد الأوروبي فأبدت ارتياحها لإعلان استقلال كوسوفو. حيث أجرت وزيرة الخارجية الأميركية  كوندوليزا رايس وستيفن هادلي مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي اتصالين بنظرائهما الروس والصرب لمناقشة إعلان الاستقلال. فيما دعا الاتحاد الأوروبي "إلى الهدوء" وقال المتحدث باسمه إن "المجتمع الدولي لن يتسامح مع أي عنف في الإقليم".
ووعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بـ"الاستمرار في توفير الأمن لكوسوفو" وحث جميع الإطراف على ضبط النفس، مؤكدًا أن قوة كيفور "ستردّ بسرعة وحزم على كل من يحاول اللجوء إلى العنف"، واكتفت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول إن إعلان استقلال كوسوفو يشكل "تطورا مهما".
أما وزير الخارجية الفرنسي  برنار كوشنر فقال "أتمنى حظا سعيدا لكوسوفو".

 

إقليم كوسوفو يعلن الاستقلال؛ واشنطن تدعم وصربيا تحتج

 

بريشتينا – وكالات الأنباء - دخل إقليم كوسوفو التاريخ أمس الأحد دولة مستقلة وصوت البرلمان في جلسة طارئة واستثنائية في بريشتينا على قيام دولة كوسوفو "ديمقراطية حرة مستقلة متعددة الأعراق".
وقرأ رئيس الوزراء هاشم تاتشي -في لحظة انتصب لها وقوفا جميع أعضاء برلمان كوسوفو ومواطنو الإقليم- وثيقة إعلان الاستقلال.
وقال إن برلمان كوسوفو يعلن اليوم قيام دولة مستقلة لكل الأعراق عاصمتها بريشتينا، وذكر أن الجميع سيكونون في دولة كوسوفو سواسية مهما تعددت طوائفهم وأعراقهم.
وسبق إعلان الاستقلال خطابان لرئيس كوسوفو فاتمير سيديو ولرئيس الوزراء تاتشي الذي أكد في خطابة المكتوب التأكيد على الوفاء "بوعده" تطبيق خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتي أهتيساري التي تنص على استقلال إقليم كوسوفو تحت "إشراف دولي".
وقال في كلمة فاصلة لقيت تصفيقا حارا داخل البرلمان وخارجه حيث تجمع الناس في الشوراع والمدن والطرقات "لن تحكم كوسوفو بعد الآن وإلى الأبد من قبل صربيا".
وتعهد تاتشي بأن الدولة الجديدة للجميع ولن تكون هناك إجراءات تمييزية ضد أي عرق أو طائفة، ووعد بالدفاع عن حقوق كل الأقليات، وقال إن أي ضيم لن يلحق بها في ظل دولة كوسوفو "الديمقراطية".
وقال إن كوسوفو ستسعى للشراكة مع كل دول العالم وإقامة علاقات حسنة مع الجميع ومنها صربيا المجاورة. كما رحب بمهمة الاتحاد الأوروبي التي انتشرت "لمواكبة" إعلان الاستقلال.

 

* دعم أمريكي


وفي سياق دعم واشنطن جدد الرئيس الأميركي أثناء زيارته تنزانيا أمس، دعم بلاده لاستقلال الإقليم متعهدا بالعمل مع حلفاء بلاده على الحيلولة دون وقوع أعمال عنف بكوسوفو بعد الاستقلال.
فيما واصل الأوروبيون دعمهم لاستقلال كوسوفو، بإصدارهم قرارا بإرسال بعثة أمنية وقضائية إلى الإقليم لمواكبة الخطوات الأولى من الاستقلال.
من جانبها رفضت صربيا باحتجاجات رسمية منذ أسبوع إعلان الاستقلال واعتبرته غير قانوني، مؤكدة أن مثل هذا القرار "لا يمكن أن يصدر سوى عن مجلس الأمن الدولي".


تصعيد لتوتّر واشنطن وموسكو

 

اعتبر الكاتب الأميركي لي هيدسون تسليك في مقالة نشرها موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إن استقلال كوسوفو "قد يكون نهاية حقبة"، بعد أن عصفت "الصراعات العرقية" بهذا الإقليم في تسعينيات القرن الماضي، وجعلته محمية للأمم المتحدة منذ 1999.
كما أن الاستقلال، بحسب الكاتب، "سيغلق فصلا آخر من فصول تمزق إقليم البلقان" الذي كان يعرف بالاتحاد اليوغسلافي.
لكن هذا الاستقلال سيطرح تساؤلات جمة أولها مسألة الاستقرار، لا سيما وأن صرب البوسنة الذين يمثلون الأقلية بما لا يتجاوز مائة ألف نسمة سيبقون منتشرين في جيوب الإقليم.
وذكر تسليك بأن روسيا شككت أخيرا في مدى قانونية عمل الناتو والاتحاد الأوروبي في إقليم كوسوفو المستقل دون غطاء قانوني من مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة.
الاستقلال أيضا قد يحدث تحولات جيوسياسية، حيث قال الخبير بشؤون كوسوفو إلين كوبرمان في الموقع الأميركي ذاته إن اعتراف أميركا باستقلال كوسوفو سيشكل سابقة خطيرة قد يحذو حذوها آخرون في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق خاصة ساوث أوسيتيا وأبخازيا في جورجيا.
السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هولبروك أشار إلى أن الخلاف حول كوسوفو يهدد بمزيد من التوتر بين واشنطن والكرملين.

الأثنين 18/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع