الهجمة الشرسة على القدس تتواصل:
نفق استيطاني خطير في سلوان يهدد حي وادي حلوة بالانهيار



*الاهالي يقيمون خيمة اعتصام * تحقيقات واعتقالات وتهديدات لكل من يعترض على مواصلة الحفريات في منطقة سلوان*

حيفا – مكتب الاتحاد - قالت مؤسسة الأقصى في بيان لها نهاية الاسبوع ان "الهجمة الشرسة على القدس تتواصل بل وتشتد وتيرتها يوما بعد يوم". جاء ذلك على اثر حصول مؤسسة الاقصى على صور من اهالي حي وادي حلوة في سلوان جنوبي المسجد الاقصى  تعرض لأول مرة وتكشف عن نفق جديد تقوم بحفره السلطات الاسرائيلية بواسطة جمعية "العاد" الاستيطانية يمر تحت عشرات بيوت الحي، الأمر الذي أدّى الى تشققات خطيرة في بيوتهم.
ويهدد تواصل حفر هذا النفق بانهيار عشرات البيوت في الحي، وفي هذا التقرير تعرض مؤسسة الأقصى عن معلومات خطيرة عن المخطط الشامل لهذا النفق الذي سيصل طرفي حدوده بين عين سلوان ومنطقة باب المغاربة وساحة البراق.
ففي زيارة قامت بها مؤسسة الأقصى لخيمة الاعتصام أمس الاربعاء والتي أقيمت على ارض تابعة لآل صيام في وادي حلوة حيث يمر النفق المذكور، حصلت مؤسسة الاقصى من اهالي الحي على صور فوتوغرافية تكشف ولأول مرة عن اتجاه وابعاد جديدة لنفق تقوم بحفره جمعية "العاد" في اعلى قرية سلوان وبالتحديد في وسط حي وادي حلوة المحاذي للمسجد الاقصى جنوبا، وتعرض الصور أنه بالاضافة الى النفق الذي ابتدأت بحفره جمعية العاد قبل اشهر والذي يتجه نحو الجنوب باتجاه عين سلوان والذي كان عبارة عن نفق اثري قديم، فإن الحفريات بدأت تتجه الى الأعلى باتجاه الشمال وتمر تحت عشرات البيوت المقدسية، ومن الصور التي حصلت عليها المؤسسة والشهادات التي جمعتها فقد تبين ان جمعية العاد بدأت في الاسابيع الأخيرة بعملية حفريات وازالة الاتربة والحجارة وأحداث فراغات وتدعيمها بالباطون المسلح والحديد القوي، الذي يدل على استحداث وحفر نفق وصل طوله عشرات الأمتار حتى الآن ويستمرّ العمل فيه حتى هذه اللحظات.

 

* أبنية تحت الارض..


ويقول احد سكان حي وادي حلوة استطاع ان يطلع على خرائط مخطط النفق الشامل ان النفق في مخططه الشامل خطير جدا، حيث ان هذا النفق الذي مركز حفرياته اليوم في حي وادي حلوة يتجه نحو الجنوب وقد وصلت هذه الحفريات اليوم على بعد امتار من مسجد عين سلوان، حيث يوجد حفريات اخرى وسيتم تواصل الحفريات حتى ترتبط مع النفق تحت عين سلوان، اما الاتجاه الاخر للنفق فتتجه نحو الشمال باتجاه المسجد الاقصى ويمر تحت عشرات البيوت في حي وادي حلوة، ويتواصل شمالا حتى الأسوار الجنوبية للبلدة القديمة وينتهي تحت ساحة البراق حيث باب المغاربة ثم يتجه غربا ليصل الى مدخل فراغ واسع يشكل قاعة كبيرة ومخطط لأبنية تحت الارض على الأغلب ان المؤسسة الاسرائيلية تخطط هناك لإقامة مركز سياحي يهودي كبير اقصى يسار ساحة البراق.
وعن  كيفية الكشف النفق الجديد قال محمد عمر حجاج قراعين من سكان حي وادي حلوة في خيمة الاعتصام ان عددا من اهل الحي ومن بينهم اخيه بدأوا يلحظون تشققات في بيوتهم تزداد اتساعا وحدة يوما بعد يوم، بالإضافة الى وقوع انهيار في الشارع المحاذي، وظنوا أن سبب هذه التشققات هو الامطار، الا انه وبعد ايام وصلتهم معلومات دقيقة ان جمعية "العاد" الإستطانية  والتي تقوم بحفر نفق منذ اشهر في وسط الحي بدأت تتجه في حفرياتها باتجاه الشمال تحت ارض تابعة لعطا الله صيام وآل ابو رميلة وحينها تجمع بعض اصحاب الاراضي وطالبوا فرق الحفر في المنطقة بالتوقف عن الحفر لمنع تواصل وقوع الضرر علة بيوتهم،  الا ان جمعية العاد وفرق الحفر رفضت التوقف بل اعتدت على بعض اصحاب اراضي سلوان  ثم استدعت الشرطة الاسرائيلية، والتي طلبت عند وصولها الموقع من اصحاب الاراضي والعقارات المتضررة في سلوان تقديم شكوى ضد من اعتد عليهم من المستوطنين وفرق الحفارين، وعند وصول عدد من أصحاب الارض والبيوت المتضررة في سلوان لتقديم الشكوى في محطة الشرطة الاسرائيلية في القدس، تم اعتقالهم ومن ضمنهم السيد جواد صيام ومحمد عطا الله صيام.
ويقول جواد صيام احد اصحاب الارض التي يتم حفر النفق تحت ارضه انه بطلب من الشرطة الاسرائيلية، وعندما وصل الى نقطة للشرطة الاسرائيلية في القدس لتقديم شكوى ضد من اعتدى عليهم من  الحفارين والمستوطنين "انقلبت علينا وقامت باعتقالنا  والتحقيق معنا ووجهت تهمة لنا وهي الاعتداء على الآخرين والتحريض وما شابه، ومن ثم طالبت منا بالتوقيع على امر يمنعنا من الاقتراب الى موقع الحفريات على بعد مائة متر، فرفضنا التوقيع من حيث المبدأ ومن حيث أننا إذ لا نستطيع ان ندخل الى بيوتنا التي لا تبعد سوى امتار قليلة عن موقع الحفريات ومن ثم اطلاق سراحنا بكفالة مالية قدرها 2500 شيقل، كل ذلك حصل يوم الاحد الماضي الموافق 10/2/2008".
ويضيف جواد: "يوم الاثنين فجرا وفي تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا تم تطويق منطقة وادي حلوة بقوات كبيرة من الشرطة وتم اعتقال خمسة افراد من سكان الحي وهم نسيم عطا الله صيام واحمد عطا الله صيام ونهاد جميل صيام وعمر امين صيام ومحمود البنا، وتم توجيه تهمة التخريب للشجر والمقاعد في المنطقة الاستيطانية في الحي المسمى كذبا وباطلا " عير دافيد"، وهذه التهم بالطبع كاذبة وجاءت كرد وكتهديد لكل من يعترض على استمرار الحفريات في حي وادي عين حلوة وفي قرية سلوان على وجه العموم او كتهديد مبطن لكل من يقوم بتقديم اعتراض حتى للمحاكم الإسرائيلية نفسها، هذا وفرضت الشرطة الإسرائيلية على الاخوة الخمسة المعتقلين بعد الإفراج عنهم الإقامة الجبرية لعدة أيام. 
ويقيم الأهالي منذ يوم الجمعة الماضي خيمة اعتصام في سبيل تنشيط الفعاليات الرافضة لاستمرار حفر الانفاق في سلوان والمحافظة على بيوت الحي من الانهيار، كما وتم تقديم طلبات متعددة الى المحاكم الاسرائيلية لتوقيف هذه الحفريات وانه سيتم تنظيم اعتصامات بمشاركة كل الفعاليات الشعبية والجماهيرية في القدس.

الأحد 17/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع