في ندوة في مدى الكرمل حول 60 عاما على النكبة:
عصام مخول: كنا السباقين، في الانتقال من نفسية النكبة الى نفسية النضال والتصدي



*جمال زحالقة: لا يجوز تحميل الامبريالية والرجعية العربية جزءا من المسؤولية عن النكبة !!!*


 
حيفا – مكتب الاتحاد - أكد عصام مخول رئيس الدائرة الفكرية في الحزب الشيوعي الاسرائيلي ان من اهم الانجازات التي حققتها  الاقلية القومية العربية في اسرائيل  وانجزها  شعبنا الفلسطيني على مدى  ستين عاما يتمثل في المعركة للانتقال من نفسية النكبة الى نفسية المواجهة والتصدي. وكان مخول يتحدث في ندوة نظمتها مؤسسة "مدى الكرمل" تحت عنوان: " ستون عاما - كيف نقرأ النكبة؟" شارك فيها مع النائب جمال زحالقة ومدير عام الحركة الاسلامية د. عباس منصور وادارعا الباحث في "مدى" نبيل الصالح.
واضاف مخول: ان اعداء الشعب الفلسطيني ارادوا له وما زالوا يريدون، ان يغرق في نفسية النكبة وان يختنق في مفاهيم التيئيس التي انتجتها.  وقال: ان الاقلية القومية العربية المواطنة في اسرائيل كانت السباقة على مستوى الشعب الفلسطيني كله، وبقيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الانتقال من نفسية النكبة واليأس وانتظار "الفرج العربي"، الى نهج الكفاح الشعبي والنضال العادل واحقاق الحقوق القومية والمدنية.  واضاف مخول: " ان من اسقاطات مفاهيم النكبة واحباطاتها الصاق اسم "عرب ال- 48 " على ابناء الاقلية القومية العربية الفلسطينية المواطنة في اسرائيل. ان ظاهر هذا المصطلح هو رفض الاعتراف باسرائيل، اما باطنه فهو تذويت نفسية النكبة ومفاهيمها واهدافها.  وقال: اذا كان لنا ان نربط هوية الاقلية القومية العربية في اسرائيل بحدث يعبر عن طابعها لاخترنا ان نكون "عرب 30 اذار 1976".(يوم الارض). واضاف: ان الثلاثي الذي انتج النكبة  واخرجها – الامبريالية  والصهيونية  الرجعية العربية  - كان واثقا من قدرته على القضاء على الحقوق القومية للشعب الفلسطيني  وتحويلها الى قضية لاجئين يتم توطينهم في احسن الاحوال او نسيانهم.  ان الموقع المحوري الذي تحتله القضية الفلسطينية اليوم عالميا كقصية تحرر قومي عادلة لا يمكن القفز من فوقها  مهما بلغت جبروت الامبريالية والصهيونية وتواطؤ الرجعية العربية ، وبرغم كل التعقيدات والمؤامرات لاعادتها الى الوراء،  يثبت بشكل قاطع ان نضال الشعب الفلسطيني ونضال قوى السلام عالميا ومحليا لم يذهب هدرا. وان المطلوب اليوم ليس البحث عن بدائل للثوابت الوطنية الفلسطينية والمشروع السياسي القائم عليها  بل التمسك بها.
واكد مخول ان حدود الرابع من حزيران 1967 ليست لب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ولكنها فرصة الحل. وحذر من الخطاب المبتور حول الدولة الفلسطينية القادم من البيت الابيض ومكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، مشيرا الى ان هذا الخطاب لا يأتي في اطار الاعتراف بالحقوق القومية المنتهكة للشعب الفلسطيني ، والالتزام بالشرعية الدولية، وانما في اطار القلق على "يهودية اسرائيل " وعلى مقاس هذا القلق.  وحذر مخول من خلق التوقعات الواهمة وكأن القضايا العادلة للاقلية القومية العربية في اسرائيل يفترض حلها على طاولة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وتعليقها على اكتاف شعبنا الفلسطيني المثقلة، بديلا عن النضال العنيد والصعب على الساحة الاسرائيلية والقاء الجماهير العربية وزنها بقوة، في النضال لاحداث التغيير بالتحالف مع القوى الدموقراطية اليهودية.  

 

وكان النائب جمال زحالقة (التجمع) رفض بحدة تحميل الامبريالية والرجعية العربية أية مسؤولية تذكر عن نكبة الشعب الفلسطيني، معتبرا "ان الشيوعيين يشوهون الحقيقة عندما يزجون بالامبريالية والرجعية العربية في هذه المعادلة" ! واكد  في اشبه ما يكون بغسل ايدي الامبريالية والرجعية العربية من دم هذا الصديق "ان الصهيونية  تضطلع بالمسؤولية عن النكبة بنسبة  99,9%. بينما تتقاسم القوى الاخرى ما تبقى.  وقال: اننا نرفض وضع الرجعية العربية في قفص الاتهام.! واضاف: ان اسباب النكبة لا تزال قائمة وان ازالة اثارها لا تتم الا في اطار مشروع قومي..

الجمعة 15/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع