أما مِن شافيز عربيّ؟



أعلنت فنزويلا قبل يومين وقف صادراتها النفطية إلى "إكسون موبيل"، إحدى أكبر شركات النفط الأميركية، والمتورّطة في الحرب اللصوصية القذرة في العراق.
وكان الرئيس الفنزويلي اليساري المناضل هوغو شافيز هدّد نهاية الأسبوع الماضي بالتوقف عن إرسال قطرة نفط إلى إمبراطورية الولايات المتحدة، ردا على حكم قضائي استصدرته الشركة الأمريكية من محكمة بريطانية، "تعويضًا" عن تأميم مشروع للنفط الثقيل، الذي اضطر "إكسون موبيل" للانسحاب من فنزويلا العام الماضي.
إن أحد أهم أهداف الإمبريالية هو السيطرة الكاملة على مصادر الطاقة، وفنزويلا هي المنتج العالمي السادس للنفط بواقع حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميًا، يُصدّر نصفها إلى الولايات المتحدة؛ أي أنها تمسك أمريكا من "اليد التي تؤلمها": من النفط؛ الذهب الأسود الذي تندفع الإمبريالية طمعًا به إلى احتلال العراق وتدميره واستنزافه وطنًا وشعبًا وحضارةً، لتامين سيطرة الشركات الاحتكارية، ومنها "إكسون موبيل"، على مقدرّات الشعب العراقي.
إن ما يجري هو حرب اقتصادية على فنزويلا، للانتقام منها على تحدّيها للنظام العالمي الجديد بقيادة واشنطن، وعلى سيرها الواثق نحو نظام العدالة الاجتماعية، نحو الاشتراكية. ومع أن البيت الأبيض حاول إنكار علاقته بهذه الحرب، فمن المعروف ان هذه الإدارة بالذات تمثّل مصالح شركات النفط الكبرى.
احتياطات النفط في الدول العربية تشكل حوالي 70% من الاحتياطي العالمي. أي أنّ في مستطاع العرب، نظريًا على الأقل، أن يتحكّموا بالاقتصاد العالمي. ولكن الأنظمة العربية التي أنتجها الاستعمار ورعَتها الإمبريالية تدور كلها في الفلك الأمريكي، وتجثم على صدور شعوبها بالأسلحة الأمريكية، وتؤمّن بقاءها بالقواعد العسكرية الأمريكية.
الشروط الاجتماعية في فنزويلا وأمريكا اللاتينية عمومًا تختلف عن تلك السائدة في الدول العربية. ولكن، ألا يحقّ لنا أن نتساءل متى يظهر شافيز عربي ينقذ شيئًا من الكرامة العربية التي تدوسها الإمبريالية من المحيط إلى الخليج ومن الخليج إلى المحيط؟

(الاتحاد)

الجمعة 15/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع