حلا نصرة وعلي شناعة الظاهرة المباركة!



ظاهرة جديدة مباركة بدأت تبرز وترافق مسيرتنا الكفاحية، خاصة في المناسبات النضالية الوطنية والسياسية التقدمية. بطل هذه الظاهرة ثنائي مميّز في شكله وجوهره وظهوره في اجمل آية وصورة رائعة من الانسجام والتكامل الانساني، احد قطبي هذه الظاهرة الطفلة المعجزة حلا وليد نصرة ابو سيخ ابنة عائلة مهجّرة من قرية كويكات الفلسطينية احدى ضحايا نكبة شعبنا في الثمانية والاربعين، وتسكن حاليا في حي "ظهر ابو الحصين" بأبو سنان على بعد مرمى العصا من مسقط رأس الآباء والاجداد الذي لا ينتسى، وعلى حد قول جدها ابو حاتم الكوكاني فانهم يسكنون في اقرب محطة انتظارا لقطار العودة الى كويكات. والطفلة المعجزة حلا عمرها المسجّل في شهادة الميلاد اقل من تسع سنوات، ولكن من يستمع الى صوتها الجهوري ملعلعا عبر المايكريفون يتصور انه يسمع صوت صبية في عز شبابها، حلا وعند اسمها، اسم على مسمى آية في الجمال والحلونة وخفة الدم، جريئة وشجاعة كأهلها الكواكنة المعروفين بالمرجلة والجرأة والشجاعة، تقف امام المايكريفون عند القاء القصيدة كالفارس يتقدم صفوف مجموعته في ساحة الوغى شاهرا سيفه وصوته يصرخ "هيا الى الكفاح". وما يثير اشد الاعجاب والدهشة هي طريقة القاء حلا نصرة لقصائد واناشيد الكفاح، فمع ان كل قصيدة تعيد الى الاذهان معلقات شعراء الجاهلية، مثل طرفة بن العبد وغيره، قد ما هي طويلة الا ان حلا لا تلحن بكلمة او حرف او حركة، ولو قدر للخليل بن احمد، سيبويه وفطاحل مرجعيات قواعد اللغة العربية، ان يسمعوا القاء حلا لقبلوها في جبينها استحسانا لالتزامها بضوابط اللغة.
اما القطب الثاني من هذه الظاهرة المباركة الفريدة فهو الاديب والشاعر الفلسطيني علي شناعة جمعته مع القطب الثاني حلا نصرة وحدة الخلفية والمصير والهدف، فعلي شناعة مثل حلا نصرة ابن النكبة الفلسطينية، فجريمة الطغاة الذين حولوا حلا وأهلها الى مهجّرة داخل الوطن، وطنها، فهم انفسهم قد حولوا علي شناعة ابن قرية طباطبة – قضاء صفد – المنكوبة الى لاجئ في مخيم اللجوء القسري في "عين الحلوة" بلبنان. وبالرغم من ان حلا من جيل اصغر اطفال علي شناعة الا ان ما جمعهما معا بأوثق علاقات التواصل التكاملي الانساني هي انشودة الحب للحياة والتطور بكرامة التي ترجمتها الفعلية قُدسية الوطن وحب العودة ودولة تحفظ للفلسطيني حقه في الحرية والسيادة والاستقلال الوطني كباقي شعوب المعمورة. وجميع قصائد واناشيد علي شناعة التي تلقيها حلا نصرة هي بمثابة صرخة حق، انتفاضة ثورية وطنية من اجل تجسيد الحق والعدل لشعب نكبته مؤامرات التحالف الثلاثي الدنس – الاستعمار والصهيونية وتواطؤ الرجعية العربية – ولا يزال الدم ينزف من شرايينه. قصائد تدعو للعودة والدولة والقدس ولوحدة صف الكفاح العادل للفلسطينيين دفاعا عن حقوقهم السليبة في جميع اماكن تواجدهم. قصائد طابعها وجوهرها ومدلولها وطني وانساني بعيدا عن المزايدة القومجية الفارغة.
لقد برزت هذه الظاهرة الى الوجود ونشرت انفاسها الثورة قبل حوالي اربع سنوات، فالاديب علي شناعة يتابع ما ينشر في موقع الجبهة على الانترنيت، وكان قد نشر قصيدة في "الاتحاد" عن "الهوية" القتها حلا في مهرجان جماهيري حاشد في ابو سنان، وكان قد صدر كتاب احمد سعد "شاهد عبد الحق في ديوان الكوكاني"، وتعرف علي على لاجئين من كويكات في عين الحلوة بينهم اقارب حلا وجدها وفيق ابو سيخ. ومن وقتها اصبح الثنائي علي وحلا حاديي المسيرة الكفاحية في مختلف المناسبات والمهرجانات القطرية والمنطقية والمحلية الكفاحية!
د. أحمد سعد
الخميس 14/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع