"الداخلية" تنكرت لمسؤوليتها تجاه الطيرة ولم تتذكرها إلا للهدم والخراب



د. حنين يحمل "الداخلية" مسؤولية البناء غير المرخص في الطيرة والبلدات العربية عامة * د. سويد: حديث شطريت عن بناء مدينة عربية وسيلة بخسة للتغطية على جرائم الهدم * الطيرة: تجميد هدم منزل سلطان وحضور مكثف في خيمة الإعتصام *

القدس – لمراسلنا البرلماني - دعا النائب الجبهوي د. دوف حنين الحكومة والكنيست إلى تحمل مسؤوليتها، تجاه انتشار ظاهرة البناء غير المرخص في البلدات العربية، مؤكدا بأن هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لسياسة الإهمال والتضييق السلطوية.
وقال د. حنين بأن خطر الهدم الذي يخيم على أكثر من 240 منزلا في الطيرة يشير إلى ظاهرتين، الأولى هي الظاهرة العامة التي تعاني منها البلدات العربية بسبب انعدام الخرائط الهيكلية والفراغ التنظيمي الذي يدفع المواطنين العرب إضطرارا إلى مخالفة القانون والبناء في أرض تعود في نهاية المطاف إلى ملكيتهم الشخصية. وأكد د. حنين بأنه ما من أحد يتعمد بناء المنازل غير المرخصة، إنما يهدف الجميع إلى العيش الآمن والمستقر في منازلهم، وهو ما تحرمهم منه السياسة الحكومية.

 

* الطيرة: شلل وإعاقة


كما تحدث د. حنين أيضا عن المشكلة الخاصة في مدينة الطيرة، والتي تعاني من وضع خاص، إذ شهدت لجنة التنظيم والبناء المحلية حالة من الشلل لوقت غير قصير أسهم بإعاقة إعداد الخطوات التخطيطية اللازمة، وانتقد د. حنين وزارة الداخلية على صمتها تجاه هذا الشلل وأضاف "في هذه الحالة بقي أبناء الطيرة دون أي عنوان ولم توفر لهم وزارة الداخلية أي حل ممكن، وها هي اليوم تعتزم هدم البيوت وكأنها ليست المسؤولة عن هذه الحال".
وطلب د. حنين من الكنيست أن تخصص لهذا الموضوع جلسة خاصة للهيئة العامة، إلا أن الكنيست أقرت تحويل الموضوع إلى لجنة الداخلية البرلمانية، بطلب من النائب عباس زكور، الذي طرح الموضوع على جدول أعمال الكنيست. وكان زكور قد أشار إلى أن مدينة الطيرة لم تشهد أي عملية توسيع المسطح البلدي منذ 15 عاما.


* شطريت يذر الرماد في العيون


وعلى صعيد ذي صلة، أصدر د. حنا سويد، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، بيانا صحافيا حول التصريحات المنسوبة إلى وزير الداخلية مئير شطريت وكأنه يؤيد بناء مدينة عربية في الجليل.
وقال د. سويد "حديث شطريت عن بناء مدينة عربية في الجليل هو ذر للرماد في العيون ومحاولة بخسة لامتصاص الغضب المشروع وللتغطية على قرارات وزارة الداخلية الإجرامية بهدم مئات المنازل العربية."


ودعا د. حنين وزارة الداخلية إلى التوقف عن سياستها العدوانية تجاه البلدات والسلطات المحلية العربية القائمة بدل نثر الوعود التي لا رصيد لها.
ومن الجدير ذكره بهذا الصدد بأن هذه التصريحات المنسوبة إلى شطريت، جاءت خلال زيارته إلى منطقة وادي عارة وسط الأسبوع، حيث أعطى ضوءا أخضر لهدم المنازل غير المرخصة وحاول شرعنة هذه السياسة وتسويغها، وأما حديثه عن المدينة العربية، فقد حظي بتغطية مبالغ بها إذ لم يتعهد ببناء مدينة عربية،    
كما روج إنما قال بأن هنالك طاقم في مكتبه يدرس الأمر، وهو ما لا يستحق كل هذا التهليل الإعلام.
على أي حال لن يمر وقت طويل لتوضع تصريحات شطريت هذه على المحك، فهل سيترجم تعهده الفرضي هذا بدعم اقتراح القانون الذي تقدم به النائب سويد حول بناء المدينة العربية وحظي بدعم من 18 نائبا من اليمين واليسار أم أنه سيلحس هذا "التعهد" وفق كل التوقعات؟

* * *

 

الطيرة: تجميد هدم منزل سلطان وحضور مكثف في خيمة الإعتصام


شهدت مدينة الطيرة مطلع هذا الأسبوع تصعيدا نضاليا دفاعا عن المنازل المهددة بالهدم، حيث نصبت خيمة اعتصام أمام منزل السيد مدحت سلطان ورابط فيها المئات من السكان مساء الإثنين الأخير، إذ كان من المتوقع أن تتم عملية الهدم إلا أن المحكمة كانت قد منحت صاحب المنزل، نهار الثلاثاء، مهلة أخرى لمدة شهر.
وفي حديث لمرالسنا مع المحامي سامح عراقي، سكرتير جبهة الطيرة الدمقراطية وعضو اللجنة الشعبية للدفاع عن الحق بالأرض والمسكن في المدينة، قال "شهدت خيمة الإعتصام في الأيام الأخيرة تحركات بالغة الأهمية، أعتقد بأنها أقنعت الشرطة وغيرها بأن عمليات الهدم لن تمر بهدوء وهذا بفضل التواجد المكثف والمبارك من قبل المواطنين إضافة إلى عدد من أعضاء الكنيست، وأخص بالذكر منهم النائب الجبهوي د. حنا سويد الذي يرافق هذه القضية منذ أشهر طويلة، وإضافة إلى عمله البرلماني والسياسي، قام بزيارة عدد من المنازل لتقديم المشورة المهنية لهم بصفته متخصصا بقضايا الأرض والمسكن. هذا إلى جانب تأكيدنا على أن الحلبة المركزية هي حلبة النضال الجماهيري الواسع".

الخميس 14/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع