اغتيال القائد العسكري لحزب الله في انفجار سيارة في دمشق:
حزب الله يتهم إسرائيل باغتيال مغنية وإسرائيل تنفي



دمشق- وكالات- اغتيل ابرز المسؤولين العسكريين في حزب الله اللبناني عماد مغنية في عملية تفجير وقعت الثلاثاء في دمشق واتهم حزب الله اسرائيل بتدبيرها. ومغنية هو أحد أكبر المطلوبين لأجهزة الاستخبارات الأمريكية في العالم.
ونعى حزب الله أمس "القائد الجهادي الكبير" الذي قضى على "يد الاسرائيليين الصهاينة" بدون ان يشير الى الطريقة التي جرى فيها اغتياله او الى مكان الاغتيال.
وافاد مسؤولون في حزب الله وحركة أمل وسكان بلدة طير دبا، مسقط رأس مغنية في جنوب لبنان، بأنّه لقي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة ليل الثلاثاء في حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق.
ومغنية هو ثالث قيادي من حزب الله تغتاله اسرائيل بعد الشيخ راغب حرب وأمين الحزب العام عباس الموسوي.
واعلن الحزب بان مغنية سيشيع اليوم الخميس في ضاحية بيروت الجنوبية داعيا في بيان الى المشاركة بكثافة "لنسمع صوتنا لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة ونصنع النصر مهما كبرت التضحيات".
ويتزامن التشييع مع الاحتفال الشعبي الكبير الذي دعت اليه قوى 14 آذار الموالية لأمريكا في وسط بيروت لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
وجاء في بيان حزب الله: "بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء الابرار (...) قضى الاخ القائد الحاج عماد مغنية شهيدًا على يد الاسرائيليين الصهاينة".
وذكر البيان بان مغنية "كان هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما" مؤكدا على ان المعركة مع الاسرائيليين "طويلة جدا".
من ناحيتها نفت اسرائيل رسميا الاربعاء اي ضلوع لها في الاغتيال.
وقال مكتب رئيس مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت في بيان ان "اسرائيل ترفض محاولات منظمات ارهابية ان تنسب اليها اي تورط في هذه القضية وليس لدينا اي شيء لنضيفه".
كما نعت حركة أمل "المجاهد المميز الذي كان احد مؤسسي المقاومة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوب لبنان".
ودعا رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي "قيادة المقاومة الاسلامية للرد بقوة على اليد الاسرائيلية التي امتدت لتطال أحد اعمدة المقاومة".
وبدأ أمس الاربعاء تقبل التعازي بمغنية في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وارتدت بلدة طير دبا ثوب الحداد.
ورفعت اعلام حزب الله الصفراء وصور امينه العام حسن نصر الله في كل مكان، فيما سيطرت اجواء من الحزن والتوتر.
وانصرف سكان البلدة الى الاستماع الى قناة المنار التلفزيونية الناطقة باسم حزب الله التي تبث تكرارا بيان حزب الله وآيات قرآنية.
وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد ان مغنية هو "اعلى قائد عسكري في حزب الله"، مشيرا الى ان شقيقين له قتلا في السابق ايضا في عمليتي تفجير وهما فؤاد وجهاد.
وقتل جهاد في انفجار وقع عام 1984 في ضاحية بيروت الجنوبية كما قتل فؤاد في انفجار سيارة مفخخة في المنطقة نفسها عام 1994، ونسبت العملية الى اسرائيل.
ويتهم الغرب مغنية بانه خطط ونفذ عمليات خطف طائرات وخطف رهائن خصوصا في لبنان خلال الحرب الاهلية (1975- 1990) وبالتفجيرات التي استهدفت قوات المارينز والسفارة الأمريكية في بيروت. كما تتهمه واشنطن بخطف مسؤول الاستخبارات الأمريكية في بيروت وليام باكلي في 1984.
ويلاحق الانتربول مغنية للاشتباه بمشاركته في تفجير مبنى جمعية الصداقة الاسرائيلية الارجنتينية في بوينس ايريس الذي تسبب بمقتل 85 شخصا واصابة 300 بجروح في تموز من العام 1994.
وكان مغنية يعيش متخفيا منذ نهاية الثمانينيات ولا يعرف بالتحديد مكان وجوده مع اشاعات كثيرة ترددت عن خضوعه لعمليات جراحية لتغيير ملامحه.
واتسمت شخصية عماد بالسرية ويصعب توفر صور عنه. وهو يتحرك بسرية مطلقة في اي مكان يتواجد فيه.

 

* ذكرى الحريري لن تؤجل


وفي بيروت دعا القيادي في فريق 14 آذار سمير فرنجية إلى أن يكون تشييع مغنية في بيروت اليوم الخميس مناسبة للتواصل والمشاركة في الحزن في إشارة إلى اعتزام 14 آذار إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ونقلت مصادر صحافية في بيروت عن فرنجية قوله إن التظاهرة التي تعد قوى 14 آذار لتنظيمها اليوم في بيروت في ذكرى الحريري لن تؤجل.
من جانبها أصدرت الجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمون) بيانا استنكرت فيه اغتيال قائد حزب الله الأمني وكذا فعل الحزب السوري القومي الاجتماعي المنتمي إلى فريق المعارضة اللبنانية.
واعتبر الحزب القومي في بيانه أن الاغتيال "يأتي في سياق استهداف قوى المقاومة والممانعة".
ودعا بيان أصدره رجل الدين الشيعي الشيخ عفيف النابلسي حزب الله إلى الرد على اغتيال مغنية في حين أشار بيان صادر عن المرجع الشيعي محمد حسين فضل إلى تطلعه إلى "كل ساحات المقاومة ضد الاحتلال لتكون أكثر تصميما على مواجهته". 
كما استنكر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري اغتيال مغنية واعتبره "مثالا للعربدة الصهيونية واستباحة كل الساحات".
ووصف أبو زهري مغنية في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية بأنه ركن من أركان المقاومة و"مثال نعتز به، وتقدم بالتعازي باستشهاده إلى حزب الله".
وأضاف أن "ما يجري يعبر عن العقلية الإجرامية الصهيونية التي لم تكتف بالقتل في الساحة الفلسطينية بل باتت توسع إلى الساحة العربية والإسلامية".
وفي دمشق نفسها ذكر بيان للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان أن "اغتيال أحد قيادي حزب الله المواطن اللبناني عماد فايز مغنية في حي كفر سوسة في دمشق إثر تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة الأحزاب الإسرائيلية باغتيال قادة حزب الله وحركة حماس أينما وجدوا ليؤكد إصرار الحكومة الإسرائيلية على انتهاك القانون الدولي".
وأضاف البيان الموقع من رئيس المنظمة عمار قربي أن "فعل الحكومة الإسرائيلية هذا يرقى إلى مستوى إرهاب الدولة الذي تدينه القوانين والأعراف الدولية وشرعة حقوق الإنسان".
وفي دمشق أيضًا اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة بقيادة احمد جبريل الموساد الاسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال.
وقالت ان مغنية "كان الهدف الاهم على قائمة التصفية لجهازي السي اي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية) والموساد".


ترحيب أميركي وتنديد إيراني

 

رحبت الولايات المتحدة باغتيال عماد مغنية، واعتبر المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك أن "العالم أصبح أفضل" بدون مغنية الذي وصفه بأنه "قاتل بدم بارد ارتكب أعمال قتل جماعي، وإرهابي مسؤول عن قتل كثير من الأبرياء" مشيرا إلى أنه كان سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى.
ويلقي الغرب والولايات المتحدة بالمسؤولية على مغنية في هجمات على السفارة الأميركية وعلى ثكنة لمشاة البحرية (المارينز) وعلى قاعدة قوات حفظ سلام فرنسية في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط أكثر من 350 قتيلا.
كما تتهمه واشنطن بالتخطيط والمشاركة في خطف طائرة تابعة  لشركة الخطوط الجوية (تي دبليو أيه) عام 1985 وقتل أميركي، إضافة إلى خطف مسؤول استخباراتها في بيروت وليام باكلي عام 1984.
ورغم نفي تل أبيب رسميا ضلوعها بعملية الاغتيال، فإن طهران اتهمتها بقتل القائد العسكري البارز بحزب الله. وندد المتحدث باسم الخارجية محمد علي الحسيني بالهجوم بوصفه من أعمال "الإرهاب المنظم للنظام الصهيوني".
ودعا الحسيني المجتمع الدولي لإدانة عملية القتل هذه ومنع إسرائيل من "تنفيذ إجراءات مشابهة تتناقض بصورة مباشرة مع القوانين والنظم الدولية".
وفي تطور متصل بالحادث، أعلنت مصادر دبلوماسية إيرانية في سوريا تأجيل وصول وزير الخارجية منوشهر متكي إلى دمشق إلى صباح الخميس بعد أن كان مقررا وصوله الأربعاء.
وقالت مصادر إيرانية مطلعة إن سفير طهران في لبنان سيمثل الجمهورية الإسلامية أثناء تشييع جنازة عماد مغنية اليوم الخميس.

الخميس 14/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع