والأيام حبلى بما لا ندري ...
يد الغدر الإسرائيلية تمتد من جديد



* سوف تقود عملية الاغتيال هذه إلى أماكن مظلمة في تاريخ هذه المنطقة، خدمة للمصالح الأمريكية الإسرائيلية *

امتدت يد الغدر الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية، من جديد، لتغتال واحدًا من أبرز المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي والطغيان العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث جدّدت إسرائيل عادة لم تقطعها أبدًا، وأقدمت على اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني، عماد مغنية، في ضاحية كفر سوسة في العاصمة السورية دمشق.
وهذه هي المرة الثالثة التي تنتهك فيها إسرائيل السيادة السورية، في السنتين الأخيرتين، حيث أقدمت على الطيران المنخفض فوق القصر الرئاسي السوري في اللاذقية، وأقدمت على قصف موقع في شمال شرق سوريا، وأقدمت على تفجير السيارة المفخخة الليلة قبل الماضية، وقتلت عماد مغنية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى عدد من الأمور.
لا شك لدينا، كما لا شك لأحد بأنّ إسرائيل هي مرتكبة جريمة الاغتيال، بواسطة ذراع مخابراتها الطويلة. وتذكرنا هذه العملية بسلسلة من عمليات الاغتيال التي قامت بها اسرائيل منذ انطلاق المقاومة الفلسطينية ضدها.
ولا شك لدينا أيضًا بأنّ هناك جهات أخرى تقف من وراء اسرائيل في ارتكابها لهذه الجريمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأنظمة أخرى في الشرق الاوسط تعتبرها الولايات المتحدة "معتدلة". وللتأكد من هذا الأمر، ما علينا سوى ملاحقة "خطوط المصالح" لنرى أين تتقاطع وأين تتشابك، وإلى أين تصل.
ولا شك لدينا كذلك، أن لعملية الاغتيال، أهداف، غير تلك التي من الممكن أن تكون واضحة للناظر، مثل التخلص من "وجع رأس" بالنسبة لإسرائيل ولأمريكا، متمثل بعماد مغنية، وإنّما أهداف تتمثّل بنوايا تصعيدية لدى إسرائيل والولايات المتحدة، بتنسيق واضح مع أنظمة عربية "معتدلة"، وحلفاء آخرين في الشرق الأوسط.
عملية الاغتيال هذه هي ليست سوى ضربة ضد المقاومة للمخططات الاسرائيلية الأمريكية تجاه المنطقة كلها، وهي ضربة استباقية، تجهيزًا لإطلاق المشروع الأمريكي المدعو "الشرق الأوسط الجديد"، فهي لم تتنازل عنه في أعقاب الهزيمة الإسرائيلية في حربها العدوانية على لبنان، صيف العام 2006، وإنّما غيّرت شكله، ليصبح أكثر مباشرة، وأكثر شراسة، والأيام حبلى بما لا ندري، وسوف تقود عملية الاغتيال هذه إلى أماكن مظلمة في تاريخ هذه المنطقة، خدمة للمصالح الأمريكية الإسرائيلية.  

(الاتحاد)

 

من هو عماد مغنية؟


* يعتبر مغنية احد أهم المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت مكافأة مقدارها خمسة ملايين دولار للقبض عليه *

* كان مغنية رئيسا للجهاز العسكري لحزب الله وكان على قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي لابرز "الارهابيين" المطلوبين. وحددت واشنطن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه أو ادانته.
* وقامت منظمة الجهاد الاسلامي بخطف عشرات الغربيين واحتجازهم كرهائن ومنهم أمريكيون في بيروت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي في وقت كان يعتقد فيه أن مغنيه هو قائد الجماعة.
* وقتلت الجماعة بعض الرهائن وبادلت آخرين بأسلحة أمريكية لايران فيما عرف بعد ذلك بفضيحة ايران- كونترا. وكان من ضحايا الجهاد الاسلامي مسؤول الشرق الاوسط بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
* ووجهت اللائمة الى عناصر من الجهاد الاسلامي مرتبطة بحزب الله في الهجوم على ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط 241 قتيلا وتفجير سفارة الولايات المتحدة في نفس العام مما أدى الى مقتل 63 شخصا وكذلك الهجوم على قاعدة فرنسية مما أودى بحياة 58 مظليا فرنسيا.
* واتهم مغنية كذلك بالمشاركة في تخطيط وتنفيذ خطف طائرة أمريكية يوم 14 حزيران عام 1985.
* واختطف أربعة من أعضاء حزب الله طائرة تابعة لشركة الطيران العالمية تي. دبليو. ايه مسافرة بين اثينا وروما الى بيروت لتبدأ سلسلة أحداث دامت 17 يوما قامت خلالها الطائرة برحلتين الى الجزائر.
* ووجه الاتهام لمغنية فيما يتصل بتفجير مركز يهودي في بوينس ايرس في العام 1994 في هجوم ادى الى مقتل 85 شخصا وصدر أمر باعتقاله فيما يتعلق بتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 مما ادى الى مقتل 29 شخصا.
* وفي تشرين الاول عام 2001 وضع مكتب التحقيقات الاتحادي مغنية واثنين من اللبنانيين هما حسن عز الدين وعلي عطوي على قائمة من 22 شخصا مطلوبين في أعمال "ارهابية".
* ومثل ادراجه في القائمة عودته للظهور من جديد كعدو معلن للولايات المتحدة. وواصلت واشنطن ملاحقة مغنية وإن كانت ملاحقة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قد طغت على هذه الجهود.

الخميس 14/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع