بوش مجدداً: دعم مطلق للحكومة اللبنانية والأكثرية والمحكمة ... وانتخاب الرئيس فوراً!



* جهود لضبط الشارع وتنظيمه ... تعكس الحرص العام على ذكرى الحريري * إسـبانيا تتحدث عن انضمام أوروبا إلى عمرو موسـى ... وفرنسـا تتمسّك بالمبادرة العربية *

في وقت كانت الاجواء تنحو باتجاه التهدئة تكريماً للذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، سجلت مساء امس ثلاثة تطورات اعادت شد الاعصاب الى الساحة الداخلية: اولها رسالة تحريض علني من الرئيس الاميركي جورج بوش يؤكد فيها الدعم الاميركي لفريق الاكثرية وانتخاب رئاسي فوري، والثاني موقف حاد لرئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط حمل فيه بعنف على «حزب الله» معلنا استحالة العيش معه وداعيا الى «طلاق حبي»، والثالث توترات محدودة على الارض تخللها اطلاق نار في بيروت وقرنايل في الجبل.
على الرغم من ذلك برزت رغبة مشتركة لإبقاء الأمور في اطار السيطرة والحؤول دون أي تطور يعكر صفو الذكرى، في وقت استكملت التحضيرات في بيروت والمناطق لتأمين أكبر حشد ممكن غداً الخميس بين ساحة الشهداء وعين المريسة. وبرز حرص واضح من المعارضة على احترام المناسبة، وهو ما اشار اليه الوزير محمد فنيش، مؤكدا ان المعارضة ستتعاطى بمسؤولية وطنية كبيرة مع هذه الذكرى.

 

أدلمان في بيروت

بصورة مفاجئة وصل الى بيروت، امس، وكيل وزارة الدفاع الاميركية لشؤون السياسات السفير أريك أدلمان حاملا رسالة من الرئيس بوش الى الرئيس السنيورة، والتقى كلاً من وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان.
وأذاعت السفارة الاميركية في بيروت نص رسالة بوش التي يعرب فيها عن «القلق العميق بسبب جهود البعض، ومن ضمنهم سوريا وايران وحلفائهما، من أجل تقويض مؤسسات لبنان الدستورية من خلال العنف والتهويل». وقال ان «الولايات المتحدة الأميركية لن تتردد في دعمها لحكومة لبنان الشرعية المنتخبة ديمقراطياً. وفي هذا السياق، ستستمر الولايات المتحدة في الدعوة الى انتخاب فوري وغير مشروط لرئيس جديد وفقاً للدستور اللبناني، ونحن سندعم جهود الأكثرية البرلمانية المنتخبة ديمقراطياً للوقوف بحزم في وجه الضغوط للتخلي عن مبادئها». وأكد بوش على توفير الدعم للحكومة والجيش و«ضمان التطبيق السريع للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

تصريحات جنبلاط

وفي حوار ليلي، امس، مع «اخبارية المستقبل»، اعلن النائب وليد جنبلاط استحالة العيش مع «حزب الله»، داعيا الى «طلاق حبي معه». وقال: لا نستطيع ان نعيش مع «حزب الله» بعد اليوم، ولا بد من صيغة نترك له فيها سلاحه وثقافته ومناطقه، شرط أن يتركنا نعيش.
واتهم جنبلاط «حزب الله» بالعمل «على إقامة دولة خاصة جنوب خط الشام، حيث يشتري الاراضي ويكدس الصواريخ والسلاح لإقامة دولة ولاية الفقيه. وبهذه الطريقة لا أرى مستقبلاً لي للعيش معهم. نعم انا لا استطيع ان احاربهم، لكنهم سيدخلون الى بيتي، ولن أسمح لهم. هناك كذبة كبيرة اسمها التعايش. كانت عندي غشاوة على عيوني وانقشعت».
وحول مواقفه، الاحد الماضي، قال جنبلاط: نحن لا نريد الحرب، لكنني لا اريد ان اكمل حياتي مع نظام إرهابي شمولي أحادي لا يؤمن الا بالموت. لا اريد لبنان ملحقاً بسوريا وايران. هذا موقفي واعتقد ان لقوى 14 آذار الموقف نفسه.
اضاف: لن أتراجع عن كلامي يوم الاحد. لست خائفا من الحرب، ولن اسمح لهم ان يغزوني في بيتي. لنضع الامور على الطاولة ونبحث اذا كنا قادرين على العيش معا، والا فلنجر تقسيما نظريا. اذا ارادوا الاستمرار في محاربة اسرائيل فليحاربوا الى الأبد. انا لا اريد ان احارب اسرائيل. اريد ان اعمل هدنة مع اسرائيل.
وردا على سؤال قال جنبلاط: ان الجنوب تحرر بالكامل ولا علاقة لنا بمزارع شبعا. هذه بدعة اخترعها جميل السيد وأمين حطيط (لبنانية المزارع)، وهي لن تكون لبنانية إلا إذا اعترف بها النظام السوري بشكل رسمي.
وعن كلامه لعائلات الضباط الأربعة، قال جنبلاط بحدة: إنهم لا يقدّرون مشاعرنا.. «فليسدّوا بوزهم ويسكتوا». لا ادري كيف تسمح لهم النيابة العامة بالتصريح. لقد قلت ما قلت وليحاسبوني. انا لم أدّع يوما انني ملاك.
وبدا واضحا، ليل امس، ان «حزب الله» لا يريد ان يفتح سجالاً مع جنبلاط ينعكس سلباً على ذكرى الرئيس الحريري، حيث حرصت مصادره على عدم الرد.
وكان المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» حسين خليل قال نهاراً: اذا كان وليد جنبلاط يراهن على عدوان اسرائيلي جديد على لبنان فليراهن، وعندها سنرى من سيكون الرابح، هو ام لبنان؟
اضاف خليل: اذا كانوا يريدون احراق الاخضر واليابس، فنحن نقول للناس اننا نريد ان ننبت الاخضر في لبنان، ولا نريد ان نحرق لا الاخضر ولا اليابس، نحن مع لبنان العدالة، مع لبنان المقاومة، مع لبنان الوحدة الوطنية، بكل هذه الامور ننبت الخضار في لبنان، ولا نريد ان نحرق الاخضر واليابس، نقول لهم، نحن وإياهم يجب ان نكون شركاء في هذا الوطن، ومع الوحدة الوطنية.

 

توترات في الشارع

على صعيد الشارع سجل اطلاق نار بغزارة، ليل امس، في منطقة الزيدانية تبين انه ابتهاج بحديث جنبلاط عبر التلفزيون، فيما حصل إشكال فردي في منطقة جامع عبد الناصر في الطريق الجديدة تطور الى اطلاق نار امتد الى منطقة بربور. وقد سارعت وحدات من الجيش الى المنطقة وضبطت الوضع بعد ان وضعت اسلاكاً شائكة بين الطرفين.
وأفيد من قرنايل عن إشكال بين عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين من تيار التوحيد تطور ايضاً الى اطلاق نار من دون اصابات.

 

تحرك عربي أوروبي

في موازاة ذلك، سجلت الوقائع الداخلية جمودا ملحوظا في حركة الاتصالات. وتسود مختلف المستويات السياسية، حالة ترقـّب للحركة الخارجية المتصلة بالوضع اللبناني، إن لجهة رصد مستوى التوتر المتصاعد على الصعيد السوري السعودي مع ما يرافقه من تداعيات وارتدادات ترخي بسلبياتها على الوضع اللبناني، او لجهة مواكبة الاجتماع العربي الاوروبي في مالطا، مع بروز فكرة اسبانية لتشكيل بعثة اوروبية عربية مشتركة لحل الازمة اللبنانية، تحمل على رسم علامات استفهام حول مصير المبادرة العربية.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الاسبانية ميغيل انخل موراتينوس الذي يشارك في الاجتماع العربي الاوروبي في مالطا ان اسبانيا مستعدة للمشاركة في بعثة مشتركة للاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية للتوسط في حل الازمة اللبنانية.
واضاف انه بعث برسالة في هذا الصدد الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى «واتفقنا معه على ذلك، ويجب ان نعد لهذه البعثة، والجامعة هي التي ستحدد الوقت المناسب للقيام بمثل هذه الجهود». وقال إنه «ما زال هناك امل مصحوب بمزيد من المهام يجب القيام بها، ويجب أن نعمل سوياً بدلاً من العمل الفردي».
وكان موراتينوس التقى نظيره السعودي الامير سعود الفيصل على هامش الاجتماع وتناول معه آخر تطورات الوضع في لبنان.
في هذا الوقت جددت باريس القول ان لا أفق سياسياً لأي وساطة في لبنان خارج المبادرة العربية. ونقل مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط عن مصادر دبلوماسية فرنسية ان المرحلة المقبلة انتظارية على المستوى الدبلوماسي، مع إدراك عميق بأن الفراغ الدستوري قد يدوم طويلاً، دون أن يعني ذلك فرنسياً، التسليم به قدراً للبنان، بانتظار حلول الانتخابات النيابية العام المقبل.
وقللت المصادر الفرنسية من خطر تطور السجال بين الأكثرية والمعارضة في لبنان نحو حرب أهلية. وقالت إن إرادة التوصل إلى حل سياسي لبناني لا تزال غالبة، رغم ارتفاع منسوب التوتر والتصريحات النارية، وهو ما تعكسه الاتصالات المستمرة مع جميع الأطراف. وأضافت المصادر «ان أحدا لا يملك في الوقت الحاضر خيارات بديلة عن المبادرة العربية، وليس بمستطاع باريس أن تكون ملكية أكثر من الملك، وأولوية المبادرة العربية مطلقة على ما عداها»، وذلك في معرض نفي وجود خطة طوارئ فرنسية تنتظر ساعة الانطلاق، في حال تخلي الجامعة العربية عن مبادرتها.

عن "السفير"

الأربعاء 13/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع