قهوتي لا تروق..
وعلى المنضدةِ..
تعمى أيدي الفناجين
وفم الإبريق معوجٌ..
ولا ادري كيف يلوك أحزاني..
منذ سنين..!!
ذاك العصفور الملون..
إلى جواري
يتمغنط...
يتكهرب..
ينتفض كلما تنفس صباحي..
وأصغي لصوت فيروز..
واشتم رائحة القهوة معي..
انه يتقلب ألما..
ولا يموت..
يرقبني باستغراب طفلٍ ساذجٍ
غير انه يقف بجواري..
على عكس كل من حولي..
فمنذ زمن طويل
تزوجني جني الوحدة..
ونُفيت من بلدي..
وباعوني للغرباء..
كما باعوا كل أشجار الزيتون
وصارت الجارةُ الروسية..
تنشر ثيابها الداخلية..
على حبل غسيلي..
وتضع عيون الرجال المساطيل..
ملاقط على خيوط..
قميص نومها القصير...
فيا للحثالة المساكين!!
ذو الشعر المجعد..
والغرة على الجبين..
يقضم أظفاره..
كلما اجتر رائحة نهدها...
جوار بيته..
يوما..يتعثر بمفتاح بيتها..
أمام حفرة الصرف الصحي ..
المفتوحة..
فالشارع ثوبٌ بالٍ..
مرقعٌ بآلاف الرقع..
وهي تتوق لتذوق..
شهد ذاك البدوي..
وان كانت ركبتاه مليئتين....
بآثار الرصاص...
وأنفاسه تعبق...
برائحة التبغ العربي....
وقميصه الأبيض...
أضحى اسودَ...
لكثرة البقع....
يدخل ليلاً غرفة نومها...
فتشتعل النار في ثوبها....
لتصرخ وتستنجد...
بجارها الأثيوبي...
ليزين وجه ذاك المسطول..
في اليوم التالي...
كل الصحف القطرية...
العربية واليهودية...
إرهابي ٌ..
إرهابي.
يخترق حدود الوطن !!

(عين ماهل)