محور الخير وصياغة المستقبل؟!!



ألخطاب بطبيعته تأويل، وكل تأويل يحاول ان يستولي على تأويل سابق، ويعمل بكل ما اوتي من قوة على قلبه، ومن ثم فرض هيمنته القسرية على وعي الآخر بذاته.
هذا ما نراه ممارسة، في خطاب المجتمع الرأسمالي، مجتمع الرغبات التي لا نهاية لها، ممارسة، تتحول الى "يد ابليس" لتقود منظومة الشعوب القيمية الى "جهنم" الموت المجاني!! او في "احسن الاحوال" تؤدي الى تحطيمها على "صخرة" شراستها القمعية، وما ذلك على هذا "الوحش الكاسر" بغريب، لأن خطابها، كما قال فوكو، لغته خائنة لأنها لا تقول ما تعنيه!!
والقارئ الحصيف والمنهجي المتعمق، قارئاتي قرائي الكرام، والذي يسعى للوصول الى فسحة الامل، نقول هذا القارئ لمعالم وتضاريس هذه المرحلة السلطوية والتسلطية يدرك بان الانساق الفكرية المغلقة، والمتسمة بالجحود والجمود آخذ بالسقوط، لأن دروس التاريخ الانساني علمتنا سيرورته وصيرورته مفتوحة على "حزمة" من الاحتمالات المتعددة – فكما بوسعه ان يتقدم في مجال معين، في مرحلة ما، هكذا ايضا يتراجع في مرحلة لاحقة – فالحرب العالمية الاولى مثلا، تركت "تربة خصبة" لظهور ونمو النازية والفاشية، اللتين اشعلتا فيما بعد، الحرب الكونية الثانية، بكل ما انطوت عليه من فظائع وجرائم وحشية وخسائر مادية وبشرية رهيبة!!
والسؤال اليوم، اخواتي اخوتي، اين هذه الافكار المريضة الآن؟! اقول هذا وأنا ارى واسمع عن بروز ايتام لها في هذا البلد او ذاك، وكلنا نعرف السبب الحقيقي لظهور هؤلاء الاقزام!!
ولأن الرأسمالية المعاصرة المقيتة، من نفس فصيلة هذا "الفكر" النشاز، بدأت، تعاني من الافلاس السياسي والثقافي وحتى الاقتصادي بوتيرة سريعة وستبوء كل محاولاتها ان تُظهر العكس بالفشل الذريع، لأن زمن احتكار وامتلاك الحقيقة، كأكبر ارهاب فكري بدأ ينحسر ويضيع ويولي هاربا - فالعالم اليوم يا جلاوزة هذه النظرية بدأ يصوغ نظريات جديدة، اكثر امانة وقدرة على قراءة نص عالمنا المعقد، كل ذلك بهدف صياغة الغد البديل، غد الثورة الكونية من اجل مجتمع عالمي آخر بعيد عن الاستبداد والموت والدمار.
فصباح الخير لكل طاقاتنا العربية العملاقة الجبارة التي ستعيد مجتمعاتنا الى مكانها الراقي ومكانتها العالية، وذلك من خلال ما ستضعه من مبادرات رؤيوية خلاقة مع قوى محور الخير لنصوغ وننتج معا عالمنا الجديد، على صخرة الدمقراطية والاستقلال، والحرية والرفاه والعصرنة المعلوماتية والازدهار.
رشدي الماضي
الأربعاء 13/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع