إسرائيل تعزز الاستيطان بالقدس المحتلة والسلطة تندد



حيفا- مكتب "الاتحاد"- كشفت بلدية القدس الغربية على لسان المتحدث باسمها غيدي تشمرلنغ عن خطط لبناء عشرة آلاف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.


وفي السياق ذاته نقلت صحيفة هآرتس الصادرة صباح أمس الثلاثاء عن المدير العام لبلدية القدس الغربية يائير معيان أن البلدية تعمل على تنفيذ هذا المخطط.
وقد جاءت تصريحات معيان أثناء مشاركته في اجتماع للجنة الاقتصاد التابعة للكنيست أول أمس الاثنين، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية أوقفت عملية بيع نحو 900 وحدة سكنية في بعض المستوطنات التابعة للقدس، لكن ممثل وزارة البناء والإسكان في اللجنة نفى صحة ذلك.
من جانبها أكدت وزارة الإسكان أن استعدادات تجري لبناء زهاء 1100 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.
وأشارت الوزارة إلى أن بلدية القدس تستعد لنشر عطاءات لبناء 750 وحدة استيطانية في منطقة شمالية تعرف باسم "بيسغات زئيف" ووحدات أخرى تبلغ 370 وحدة إلى الجنوب من مستوطنة جبل أبو غنيم (هار حوما).
 ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الإسكان زئيف بويم قوله: "نحن نبني في كل مكان في القدس داخل حدود البلدية". وبرر مسؤول في وزارة الإسكان المشاريع الإنشائية التي تحدث عنها الوزير بأنها مخطط لها منذ زمن.
وفي هذا الإطار أشار مساعد للوزير الإسكان إلى أن عطاءات الوحدات الإضافية في مستوطنة جبل أبو غنيم وعددها 370 وحدة لن تصدر قبل أن تظهر نتائج عطاءات سابقة لبناء 307 وحدات استيطانية في المنطقة.
ويأتي هذا التطور بعدما أكد رئيس الحكومة إيهود أولمرت لزعيم حركة شاس الدينية المتزمتة وزير الصناعة والتجارة إيلي يشاي عدم وجود أي تأخير أو تجميد في البناء الاستيطاني في حدود القدس التي تضم مستوطنات في المناطق المحتلة منذ عام 67 بالإضافة للقدس الشرقية المحتلة.
وقد تعطلت محادثات للسلام تدعمها الولايات المتحدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس أواخر العام الماضي عقب إعلان إسرائيل خططا لبناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم.
وينظر الفلسطينيون إلى خطة البناء في مستوطنة جبل أبو غنيم على أنها الحجر الأخير في جدار من المستوطنات تطوق القدس الشرقية المحتلة وتفصلها عن باقي أراضي الضفة الغربية المحتلة.
كما يعتبرونها خطوة إستراتيجية من جانب إسرائيل للقضاء على إمكانية أن تصبح القدس الشرقية عاصمة فلسطينية.
وقد ندد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بالتوسع الاستيطاني الأخير في القدس المحتلة، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى منح السلام فرصة عبر وقفها كافة الأنشطة الاستيطانية.
وفي واشنطن اتهم رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض أول أمس إسرائيل بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بتجميد الأنشطة الاستيطانية وتخفيف نقاط التفتيش التي تقيد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
من جانبه حذر مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين أول أمس من مشروع جديد تنفذه إسرائيل في القدس يسمى "واجهة القدس" بهدف تهويد المدينة المحتلة، معتبرا إياه أخطر المشاريع التي تنوي تل أبيب تنفيذها بالمدينة.
وتوقع حسين في تصريحات إذاعية أن يمس هذا المشروع بساحة حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك والمنطقة المحيطة بالمسجد ويهدف إلى طمس المعالم الإسلامية والاستيلاء على أرض الأوقاف والعقارات بالمنطقة.
وطالب العالم العربي والإسلامي وكل المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالمحافظة على التراث والحضارة بالتحرك لمواجهة هذا المشروع، خاصة أن مدينة القدس مسجلة بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

الأربعاء 13/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع