حيفا- كتب محرّرو "الاتحاد"- تصريحات الكاتب الاسرائيلي عاموس عوز التي حذّر فيها أمس من محاولة اسرائيل شن عملية عسكرية في قطاع غزة، هو من النوع الذي يستحق تسجيله وتسليط الضوء عليه، رغم أنه يأتي متأخرًا.كذلك الأمر دعوته العقلانية الى وقف اطلاق نار مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع.
لكننا نحتاج بالطبع أيضًا الى الاصغاء لتسويغات عوز التي جاءت كالتالي:
"إن اسرائيل ستعرض نفسها لخسائر في مثل هذه العملية اكثر من تلك التي لحقت بها اثر سبع سنوات من القصف بالصواريخ... وبالاضافة الى ذلك فان مثل هذه العملية لن تغير شيئا نظرا لأن اطلاق الصواريخ كان يحصل فيما كنا نسيطر على قطاع غزة. ان وجودنا في غزة لم يمنع هذه النيران".
واضح أن الكاتب لا يقترب كثيرًا من الجانب الأخلاقي الذي يفترض أن يكون بين معايير المبدع الأولى. وهو يتمحور أكثر في ما يصحّ تسميته بالجانب النفعي. في وضع أكثر طبيعيّة، كان يجب أن يخرج هذا التصريح ليس من المبدعين وحدهم، بل من السياسيين العقلاء. وكان يجب انتظار مواقف أكثر تبلورًا، من حيث مرتكزاتها الأخلاقية، من المبدعين. ولكن لا مكان لهذا الترف في اسرائيل 2008..
مع ذلك، فلنأمل أن يتّسع هذا الصوت على محدودية ما يعبّر عنه، خصوصًا أن صاحبه يشير الى أن "هناك ثمن سياسي يجب دفعه للتوصل الى وقف اطلاق نار مع حماس، لكنني اعتبر انه من الافضل دفع هذا الثمن على دفع ثمن عملية عسكرية في غزة يمكن ان تكون كارثية".