الإيرانيون يحيون ذكرى الثورة نجاد: التراجع ليس في حساباتنا



نزل مئات آلاف الايرانيين الى الشوارع في مختلف مدن البلاد، امس، على هتافات الثورة ومعاداة الولايات المتحدة واسرائيل، تعبيراً عن ولائهم لجمهورية ايران الإسلامية، لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للثورة، فيما جدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تمسك طهران بعدم التراجع في المسألة النووية.
وفي ذكرى الثورة، قالت مجموعة من السياسيين والمحللين في طهران، إن جيلاً شاباً من القادة الجدد المدعوم من مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، بدأ يمسك بزمام السلطات في إيران ويقصي طبقة الملالي التي أتت إلى الحكم مع الإمام الخميني، معتبرة أن هذا الحراك يؤدي إلى تدعيم مواقع الرئيس الحالي.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية أنه بعد نحو 30 عاماً على إسقاط أتباع الإمام الخميني لنظام الشاه المدعوم من الولايات المتحدة، فإن «جيلاً جديداً من السياسيين الذين يفضلون علاقات أفضل مع الغرب والمزيد من الخطوات التدريجية باتجاه الديموقراطية، بدأ ينحي جانباً رجال الدين هؤلاء».
وأوضحت الصحيفة أن هذا الجيل الجديد من القادة يتكون من «قادة عسكريين سابقين ومخرجي أفلام ورؤساء بلديات، ومعظمهم أصغر من سن الخمسين وقليل منهم هم من رجال الدين». وتابعت ان «هذا الجيل الصاعد يتمتع بدعم خامنئي، الذي يدعم السياسات الخارجية والنووية الصارمة للحكومة» الحالية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحللين الإيرانيين يعتبرون أن «تطهير رجال الدين (من مراكز السلطة) يقوي نجاد، الذي يعتبر أبرز قادة هذا الجيل الجديد». وأوضح هؤلاء أن إقصاء رجال الدين «سيؤدي إلى (وجود) طبقة سياسية صغيرة تكون أكثر ولاء للقائد الأعلى (خامنئي) وأقل احتمالاً للانشقاقات الصغيرة»، أي أكثر تماسكاً.
ولمناسبة الاحتفال بالثورة، توجهت حشود كبيرة الى ساحة ازادي (الحرية) في طهران من نقاط مختلفة في العاصمة للاستماع الى خطاب نجاد. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارة «لتسقط الولايات المتحدة» كما هتفوا «الموت لأميركا». وكتب على أخرى «الموت لاسرائيل» و«اسرائيل عدو الاسلام والانسانية».
وسمعت ايضاً هتافات نادرة تقول «الموت لفرنسا». كما ردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للبرنامج النووي. وجرت تظاهرات مماثلة في سائر انحاء البلاد وبث التلفزيون الرسمي صورا لتظاهرات ضخمة في عدد من المناطق.
وفي خطابه، قلل الرئيس الايراني من أهمية الضغوط الدولية المرتبطة ببرنامج طهران النووي. وقال إن «الشعب الإيراني لن يتزحزح قيد انملة عن حقه في الطاقة النووية. والدول العظمى يجب الا تصحح اخطاءها بخطأ جديد». واضاف «القضية النووية انتهت. الاعداء لا يمكنهم سوى اللعب بقصاصات ورق».
وقبل شهر من موعد الانتخابات التشريعية المرتقبة في 14 آذار، وجه نجاد انتقادات عنيفة الى معارضيه في ايران حول الملف النووي. وقال «في المسألة النووية اتصل البعض بالعدو وشجعوه وزودوه بمعلومات (سرية)». وأضاف «لا اعتقد ان هؤلاء الناس ينتمون الى الامة الايرانية».
واعلن الرئيس الإيراني ان طهران ستطلق صاروخين جديدين الى الفضاء في الاشهر المقبلة استعداداً للاطلاق الفعلي لاول قمر صناعي محلي الصنع. وقال «نأمل ان يوضع القمر الصناعي الاول الذي يصنع محلياً، في المدار الصيف المقبل»، مؤكداً ان اطلاق الصاروخ الاول «كان ناجحاً».
وكان مساعد وزير الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز عبر عن القلق الاميركي ازاء اطلاق الصاروخ الايراني والتقارير عن ان طهران تختبر جهازاً متطوراً للطرد المركزي لاستخدامه في تخصيب اليورانيوم. وقال في لندن «يصعب العثور على بلد في العالم أكثر عزلة من ايران حالياً».
من جهتها، اعربت باريس عن اسفها لكون الرئيس الايراني «لا يبدي ادنى بادرة انفتاح على حل تفاوضي»، لملف انشطة بلاده النووية الحساسة، مؤكدة مجدداً ان العقوبات الدولية «تؤتي ثمارها». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال ادرياني «نحن نأسف لهذه التصريحات.. على ايران ان تختار بين احترام التزاماتها الدولية او العزلة المتصاعدة».
وفي السياق، اعلن دبلوماسيون في فيينا ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد يؤجل لبضعة ايام نشر تقرير متوقع صدوره نحو 20 شباط حول البرنامج النووي الايراني، وسط «مخاوف من ان يعلن (البرادعي) ان غالبية النقاط العالقة قد حلت في حين ان الشعور السائد هو ان الامر ليس كذلك على الإطلاق». وقال دبلوماسي «ان البرادعي يدفع في اتجاه في حين ان الاشخاص الذين قاموا بزيارة تقنية في كانون الثاني يدفعون باتجاه آخر». واعتبر ان هذه الخلافات يمكن ان تؤدي الى تأجيل نشر التقرير «الى 22 شباط، وربما الى ابعد من ذلك».
من جهة اخرى، اعلن نائب وزير المالية الايرانية حيدري كورد زنغانه ان طهران ستطلق الشهر المقبل اول مصارفها الاستثمارية. واوضح لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية ان ثلاثة مصارف ستساعد طهران على بيع كل المؤسسات الحكومية بحلول العام ,2015 وبينها عمليات تتعلق بالفولاذ والاتصالات والمصارف.
(أ ب، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، «مهر»)


الثلاثاء 12/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع