أحبائي إنها طفلة الاحلام ...بالامس صادفتها ضاقت الدنيا بوجهها ...فإلى السماء رفعت رأسها .. وركعت ترفع صلاتها للرب ....علّها بعد ذلك تشعر بالطمأنينة والامان ...
وراء شجرة عالية وقفت أراها ولا تراني ...اسمعها ولا تشعر بزفراتي ...
وإليكم ما خرج أثناء تلك الركعة وذاك السجود .
إلهي ...أين هويتي الانسانيّة ..؟؟؟اين ذاتي الضائعة؟؟أين أنوثتي المفقودة ؟؟
اين نصفي الآخر ؟؟

اعذروني واعذروا تصرفاتي لا ..لا تبكوا معي ولا تمسحوا لي الدمعات...بل اتركوني ....وخذوا منّي .....

ابتساماتي ...وضحكاتي...إحسدوني ..إحقدوا عليّ ..إشتموني ..إضربوني باقسى السياط إجلدوني .

بكبير حجارتكم إرجموني...إجرحوني بالكلام ...إفعلوا ما شئتم ... فقط اتركوني عنكم بعيدة...
إن شئم أسكبوا عليّ الماء ساخناّ...

وإن تعاطفتم إجعلوه بارداً فصحراء الفؤاد أبداً بحاجة للماء...

اشعلوا النيران في غابة أفكاري وأحرقوا فيّ الافكار ...لتغدو رماداً أذريه في وسيع عيونكم ...

إرموني فريسة حيّة للكلاب وإن رفضت أكل لحمي جففوني وحطباً في مواقدكم إجعلوني ...


إجعلوني قمامة دنسة في سلّة مهملاتكم ...إفعلوا ما شئتم ...

حتّى كأس عرق في أقداحكم إجعلوني ...

نخبة الجريمة برفع كؤوسكم عالياً لتخرج صوتاً علّه يطرب نشوتكم ...

إشربوني..

إسلبوا من أحشائي نبع المحبّة

جففوا دموعي ...........جففوا فيّ الوفاء

إحرقوني ...............إحرقوا فيّ الاخلاص

مزقوني.................مزّقوا فيّ الانسانيّة

إلعنوني.................إلعنوا فيّ العفّة والبراءة

لكم حريّة الاختيار..........

لكم جسدي إصهروه .......واجعلوه فرداً منكم ....

خذوا العين لتروا حقدكم ودناستكم...

خذوا اصابعي ....علّها تكون سهاماً ...

لتقتل بكم الانانيّة والحقارة

خذوا رجليّ ...علكم بواسطتها تدوسوا إنسانيتكم اللا

خذوا أذنيّ لتسمعوا زفير شهقات حقدكم وإجرامكم..

خذوا الاحشاء علّها تذكركم .........بأحشائكم..

خذوا كلّ ما لذّ وطاب لكم ...............

ولكن أتركوا لي كسير القلب علّه بإبتعادكم عنه.. تصلح حاله.....

اتركوا ثغري ينادي أحبائي بأحلى الابتسامات..
ربّي وإلهي.....هناك في السماء .........
لي ملجأ ..........لي بيت الامان .........

قانا الجليل