هل توحيدهم ممكن؟
الحزب الشيوعي اللبناني يجمع أهل «يساره»



يحاول «الحزب الشيوعي اللبناني» لمّ شمل اليسار في البلد المنقسم على نفسه. لذا، فالحزب يحضّر لمؤتمر يعقد في الخامس عشر والسادس عشر من آذار المقبل، دعا إليه نحو 250 شخصاً من مثقفين وسياسيين وإعلاميين وفنانين ونقابيين واقتصاديين وغيرهم من اجل «بحث المرحلة الجديدة من الازمة المستعصية التي يمر فيها لبنان، منذ قيامه، وارتباطاتها العربية والدولية، بحيث يتم الوصول الى تحديد السبل للخروج منها، مع أهمية دور اليسار في تحقيق ذلك» بحسب ما جاء في نص الدعوة.
يقترح الحزب في المؤتمر اعلان «الحركة اليسارية الموحدة» وفق برنامج يحاول مقاربة الشكل الجديد للعمل اليساري اللبناني، والشعارات والأسس التي على اليسار ان يتميز عبرها في خضم الجو الطائفي المشحون، من مسألة العلمنة الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية الاجتماعية، مما يجعل اليسار قادرا على تشكيل قوة استقطاب مؤثرة خارج اصطفافي 8 و14 آذار، لأن تبلور مشروع جديد خارج هذين الاستقطابين بات ضرورياً»، كما يقول مصدر قيادي في الحزب.
وضمّن المكتب السياسي للحزب الدعوة الى المؤتمر «نقاطا أولية للنقاش»، على أن يكون لدى المشاركين بدورهم أوراقهم وعلى ان تتبلور الخلاصات في اليوم الثاني بعد انتهاء ورشات العمل التي سينضم اليها المشاركون.
وتتمحور هذه النقاط حول «ابعاد الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية في المنطقة ودور القوى الديموقراطية في مواجهتها، والقضية الفلسطينية، وأشكال العمل المشترك بين القوى اليسارية والتقدمية العربية والعلاقة مع القوى الاخرى المناهضة للتحالف الاميركي الاسرائيلي من قومية واسلامية ومجتمع مدني وغيرها».
أما في الشأن اللبناني، فيقترح الحزب الشيوعي تصورا شاملا لمعالجة الازمة اللبنانية يتناول الابعاد السياسية والاقتصادية الاجتماعية، ويستند الى قراءة نقدية لاتفاق الطائف نصا وممارسة. ويمكن لهذا التصور ان يشمل النظام الطائفي وكيفية تجاوزه ودور لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي والاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة الخ...
ويفضل «الشيوعي» أن يكون حاضرا في المؤتمر بصفة مشارك، وأن تكون قيادته ممثلة بأعضاء قليلي العدد، كي لا يكون مهيمناً عددياً.
وبينما شملت الدعوة الرسمية، منظمة العمل الشيوعي، فإن الحزب الشيوعي لم يدع حركة اليسار الديموقراطي لأن «شعاراتها تتعارض مع المطروح في المؤتمر، فحركة اليسار ترى ان الخروج من مشاريع التخلف العربية انما يكون عبر المشروع الأميركي، وهي متماهية تماما مع معسكر قوى 14 آذار. ومع ان الكثير من المدعوين لديهم نظرة نقدية للحزب، إلا أن خلاف الحزب مع اليسار الديموقراطي جوهري» بحسب القيادي نفسه.
هي ليست دعوة لكل اليساريين إذاً، بل لمن يتفق معه الحزب على العناوين العامة. غير انه يفترض بالحزب، الذي ما زال يحضّر للمؤتمر الوطني العاشر الذي كان مزمعاً عقده في آذار، وتقرر تأجيله لأسابيع قليلة، أن يسمع آراء نقدية قاسية حول مواقفه السياسية، خاصة في مرحلة ما بعد 14 شباط 2005 وحتى اليوم، اضافة الى تحركاته الخجولة دفاعا عن القضايا الاقتصادية الاجتماعية التي يفترض أنها تقع في صلب اهتمامه.
على أن الحزب سيحاول الإفادة مما يسمعه في المؤتمر، وهو سيذهب اليه برأيه مجرداً، وسيطرح الذي يجري عنده بخاصة انه يحضر لمؤتمره الوطني العاشر.
«حركة يسارية موحدة» يتحمس الامين العام للحزب الدكتور خالد حدادة لها وقال أكثر من مرة إن الحزب الشيوعي لا يريد أن يكون أباها بل واحدا من مكوناتها يعطي فيها بقدر ما يستطيع وتسمح له امكانياته. هذه الحركة التي يعوّل عليها «قد توصف بالطوباوية في بلد مثل لبنان، إلا أن الاحلام يجب ان تكون كبيرة» يقول القيادي في الحزب.
وسيكون المؤتمر فرصة تمتد ليومين يلتقي خلالها الرفاق بعضهم بعضاً. رفاق من أجيال مختلفة، وذوو «اختصاصات» مختلفة، الا ان اليسار جمعهم. منهم، على سبيل المثال لا الحصر، حبيب صادق ومارسيل خليفة وزياد الرحباني وخالد الهبر وسامي حواط وفواز طرابلسي ويعقوب الشدراوي وسليمان تقي الدين وسهى بشارة وأنور ياسين ورهيف فياض ونزيه حمزة وعبد الله ابراهيم وبطرس روحانا وكمال حمدان وشربل نحاس وأسامة العارف وسمير صباغ وغالب بو مصلح وجلال خوري والياس سحاب وشوقي بزيع وعصام العبدالله...

* السفير

جهاد بزي *
السبت 9/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع