الجالية الفلسطينية في ألمانيا تحتفل
بذكرى الانطلاقة بمشاركة النائب بركة



*بركة: للجاليات الفلسطينية دور هام في تجنيد الرأي العام الأوروبي والعالمي لجانب القضية الفلسطينية*


عقد في العاصمة الألمانية برلين، في مطلع الأسبوع الجاري، مهرجان فني سياسي ملتزم بمناسبة الذكرى الـ 43 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وضد الحصار على قطاع غزة، وذلك بمشاركة جمهور غفير من أبناء الجالية الفلسطينية ومندوبين عن حركات سياسية عربية، وخاصة من لبنان.
وعقد المهرجان بدعوة من الجالية الفلسطينية وبالتعاون مع سفارة فلسطين في ألمانيا، وقد شارك فيه، النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والنائب عبد الله عبد الله عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو المجلس المركزية لـ م.ت.ف. وسفير فلسطين في ألمانيا هايل الفاهوم وطاقم السفارة، ونائب سفير فلسطين في بولندا هشام قاسم، مسؤولي الفصائل الفلسطينية في ألمانيا.
وقد افتتح المهرجان الأخ محمد الطيراوي، رئيس جمعية الكرامة، الذي رحب بالحضور ودعا إلى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وأدان الحصار الإحتلالي الإجرامي على قطاع غزة، كما حيّا نضال الجماهير العربية في إسرائيل، ونضالها من أجل البقاء والتجذر، الذي يعتبر القيمة الأساسية في مواجهة سياسة الاقتلاع.
كما ألقى الأخ عبد الله كلمة استعرض فيها الأوضاع الفلسطينية، وآفاق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الذي ويواصل ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.
وتوقف النائب عبد الله عند انقلاب حركة حماس في غزة، وما ترتب عليه من أخطار تمس بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وعند جهود م.ت.ف. لبلورة ظرف عربي ودولي يدفع المفاوضات في اتجاه الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

 


وكانت الكلمة الأخيرة للنائب محمد بركة، الذي حيّا أبناء الجالية الفلسطينية، ودعا الجاليات الفلسطينية إلى تكثيف نشاطها في المجتمعات التي يعيشون فيها، لتجنيد أوسع أوساط الرأي العام في الخارج، وبالذات في أوروبا، إلى جانب الحق الفلسطيني.
وتوقف بركة عند مخططات حكومة إسرائيل، المدعومة من الإمبريالية الأمريكية، لتقويض أسس السلام وابتكار مرجعيات تتنافى مع الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني مع الشرعية الدولية، مثل جعل خارطة الطريق ويهودية إسرائيل أساسا للتحرك السياسي في الوقت الذي يتواصل فيه الاستيطان والحصار والجدار لتقويض الأساسي المادي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال بركة، إن مقاومة الاحتلال هي حق مشروع للشعب الواقع تحت الاحتلال، تكفله جميع المواثيق الدولية، ولكن المقاومة من أجل القضية العادلة يجب ان تستند إلى رسائل عادلة تدفع بالمشروع الوطني إلى الأمام، ولا تدفعه للنكوص إلى الوراء، بينما نقدم الذرائع للمعتدي بتلويث الأهداف السامية للمقاومة، وهي الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال.
من جهة أخرى فقد أكد بركة، أن مقاومة من دون مفاوضات هي إجراء عبثي، لأنها غير قادرة على ترجمة ذاتها لواقع سياسي، كما أن المفاوضات من دون مقاومة هي ارتهان لتوازن القوى القائم في صالح الاحتلال، ولذلك فإن المفاوضات ليست هدية يقدمها المفاوض الفلسطيني للمفاوض الإسرائيلي، إنما ساحة صراع من أجل إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأكد بركة، أن وحدة الشعب الفلسطيني هي عنصر هام في سبيل إنجاز حقوقه، هذه الوحدة التي يجب ان تستند إلى المشروع الوطني، المتجسد بالدولة وحق العودة المقدس، وليس إلى مشاريع إمبريالية من ناحية، أو إقليمية من ناحية أخرى، لذلك فإن الدعوة للحوار الوطني ولاستعادة الوحدة الوطنية يجب أن تبدأ من حيث بدأت الأزمة، وليس حيث انتهت، عند الانقلاب الذي قامت به حركة حماس، فالحوار الذي يسلم بالحسم العسكري ويتجاوز المحرمات المتعلقة بسفك الدم الفلسطيني، وهو حوار بائس لن يفضي إلى تقوية مناعة الحالة الفلسطينية على الإطلاق.
وحذر بركة من المخاطر المترتبة على الانقلاب وما أعقبه من اقتحام مشروع ولدّه القمع والقهر والحصار للحدود المصرية، وبالتالي دعوة حماس إلى ربط قطاع غزة بمصر، فالانقلاب جعل الكيان الفلسطيني كيانين، والمرجعية السياسية ومرجعيتين، وضرب وحدانية تمثيل م.ت.ف. للشعب الفلسطيني، وتسبب بأذى بإلغاء لفكرة المم الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي قد يعيد إلى التداول ما كان يسمى بالخيار الأردني، أو البحث عن حل مصري لقطاع غزة، وحل أردني للضفة الغربية.
وتوقف بركة في كلمته، عند نضال الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، وما تتعرض له من عنصرية وتمييز وتحريض واقصاء، فأكد أن هذه الجماهير ستواصل مسيرتها من أجل حقوقها القومية والمدينة، مؤكدا أن أحد أهم الأدوار التي يجب ان تقوم بها، هي مخاطبة الرأي العام في إسرائيل، وتوسيع آفاق العمل العربي اليهودي من أجل السلام العادل وانهاء الاحتلال، وحيا المظاهرة اليهودية العربية التي جرت قبل نحو أسبوعين عند حاجز بيت حانون في شمال قطاع غزة، ضد الحصار.

 


بعد ذلك جرى تقديم برنامج فني حيث قدم الطفلان سما وطارق عدنان يونس وصلة معزوفات على القانون وأغنيتين، ثم القت سما قصيدتين، واحدة للمتنبي والثانية لمحمود درويش (عابرون في كلام عابر)، وألقى طارق قصيدة لسميح القاسم، (خطاب في سوق البطالة)، ثم القيا سوية قصيدة سجل أنا عربي.
وقدمت فرقة الحولة للغناء والرقص الشعبي مجموعة من أغاني الثورة الفلسطينية ودبكات قدمها شباب وشابات أبناء الجالية الفلسطينية.
وفي نهاية المهرجان تحولت القاعة الرحبة إلى حلقة دبكة فلسطينية بمشاركة الحاضرين والحاضرات.

الجمعة 8/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع