ناصرتنا حجر الزاوية



في شهر تشرين الثاني المقبل، ستجري الانتخابات للسلطات المحلية في مختلف أنحاء البلاد.
إننا نرى في السلطات المحلية موقعًا سياسيًا هامة، خاصة بالنسبة للجماهير العربية، المميّز ضدها من قِبل السلطة المركزية. حيث أن للحكم المحلي دورًا هامًا في المجالات الحياتية المختلفة، كالأراضي والتنظيم والبناء والتعليم والرفاه وغيرها، بالإضافة إلى كونها ركيزة هامة في النشاطات السياسية القطرية.
وهذه الانتخابات القريبة ستجري في ظل مساع حكومية حثيثة لتقويض صلاحيات الحكم المحلي، وتقليص ميزانياته، وفرض "خطط إشفاء" لإقالة العاملين وخصخصة الخدمات البلدية وتقليصها؛ وذلك في إطار السياسة النيولبرالية المتطرّفة التي تلتهم الأخضر واليابس في إسرائيل.
لقد شهد المجتمع العربي في السنوات الأخيرة ردّة سلبية في كل ما يتعلق بالانتخابات المحلية، تمثلت في صعود الطائفية والحمائلية والعائلية في الانتخابات المحلية ونكوص البرامج السياسية والاجتماعية. ومعظم الأحزاب والقوى السياسية العربية لا تخوض الانتخابات المحلية في كل مكان، حفاظًا منها على التحالفات المحلية وتجنّبًا لمواجهة النزعات القبلية المختلفة.
أما ما يميّز حزبنا الشيوعي وحلفاءنا في الجبهة وأصدقاءنا عمومًا، هو الطرح الشمولي، السياسي الاقتصادي الاجتماعي، الذي يقدّم الربط الصحيح بين اليومي-المحلي والوطني-السياسي، والبديل الكفاحي الحقيقي للاصطفافات القبلية التقليدية. والسلطات المحلية التي تقودها الجبهة هي بحق، وبشهادة الغريم قبل الصديق، السلطات الأفضل والأنجح والأكثر مهنية.
ولا يخفى على أحد أنّ المعركة هذه المرّة ستكون صعبة وقاسية، وأمام قوة هدفها الأساسي زعزعة قوة الحزب والجبهة وتمثيلهما، وخصوصًا في الناصرة، أكبر مدينة عربية، وقلعة جماهيرنا الكفاحية والتقدّمية، والتي تعرّضت في العقد الأخير لمؤامرة دنيئة حاولت النيل من وحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، واجهتها قيادة جبهة الناصرة والكوادر الشيوعية والجبهوية بصلابة وشجاعة وحكمة.
هذه المعركة تتطلب رصّ الصفوف الداخلية والترفّع عن الصغائر، وإجراء نقاش جدّي ومسؤول وثاقب، وسدّ أية ثغرة يستغلها أعداء هذه الجبهة وأعداء المصلحة الوطنية في الناصرة وغيرها.
الناصرة حجر الزاوية. ولنتذكّر جميعًا وصية طيب الذكر، القائد الفذ توفيق زيّاد، بأن "ديروا بالكو على بعض". فديروا بالكم على بعض، وعلى ناصرتنا الغالية.

"الاتحاد"

الخميس 7/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع