الدمقراطية المهزومة


ابراهيم خطيـب


لم يكن عجبا قرار ألمستشار ألقضائي بإعفاء القتلة من جريمتهم ، كاستجابة لمتطلبات ألسياسة الرسمية وألفكر ألصهيوني وتصريحات الفاشيين العنصرية من وزراء وأعضاء كنيست ،بأن الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده في الشتات والوطن، في غزة هاشم ونابلس جبل النار، في جنين وبلاطة ، في صبرا وشتيلا ، في أم الفحم وسخنين وألناصره. هم أعداء (للدولة اليهودية) فقتلهم جريمة تغتفر.
في الدولة الدمقراطية كل متهم بريء حتى تثبت إدانته ، والشرطة هي لحماية الشعب وحرس الحدود من أجل حماية حدود الدولة من الأعداء ، والمستشار القضائي للحكومة فهو الذي "يعز من يشاء ويذل من يشاء".
 "في الدولة الحرة يستطيع كل انسان ان ينكر كما يشاء وان يقول ما ينكر به" هذا ما قاله الفيلسوف اليهودي الهولندي باروخ سبينوزا في القرن السابع عشر.
المستشار القضائي مزوز يستطيع ان ينكر ما يشاء وكما يشاء ، لكن لا يستطيع إنكار حقيقة واحدة أن هناك ثلاث عشرة أما ثكلى قتلوا أبناءهن. وان  أعفى  المستشار القتلة من رجال شرطة وحرس الحدود من جريمتهم التي اقترفوها في اكتوبر 2000 .
ماذا يريد المتطرفون " أعداء الدولة" الذين يدعون قيادة الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، عذرا "عرب اسرائيل" من لجنة متابعة واعضاء كنيست الذين أحرى بهم أي أعضاء الكنسيت ( ان يكونوا مخلصين للدولة فهي واحة الدمقراطية في هذا الشرق المظلم). وكيف يطالبون معاقبة رجال الشرطة وحرس الحدود على جريمة لم يرتكبوها.
وما هو الذنب الذي اقترفه هذا الشرطي او رجل حرس الحدود اذا اطلق عيارا ناريا مطاطيا في الهواء، فقط من اجل إرهاب او قتل ما تبقى في بلاد السمن والعسل من الأغيار  ألفلسطينيين، الذين ينكرون وصية الرب بأن هذه البلاد ، لابراهيم، اسحاق، يعقوب وموسى  ولنسلهم من بعدهم.
ونحن الفلسطينيين بقرانا ومدننا ألا نشكل خطرا ديموغرافيا على الدولة (على اليهود)؟، حسب مفهوم الحركة الصهيونية وحكام دولة اسرائيل ومن لف لفهم، وأنهم عادوا الى ارض كنعان بعد حوالي ثلاثة آلاف عام لتحقيق وصية الرب.
وخوفهم من معصية الرب، عليهم ان يتعاملوا مع الفلسطينيين اهل هذه البلاد حسب تعاليمهم الدينية وليس حسب ما تسمونه القانون الدولي وهيئة الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان. بل وكما جاء في التلمود.
"اليهودي الذي يقتل احد الاغيار يكون مذنبا فقط بارتكاب معصية ضد شرائع السماء وهي معصية غير قابلة لعقوبة" . اما اذا كان الاغيار يشكلون خطرا ديموغرافياَ على الدولة (اليهود) فيجب قتل الاغيار. وهذا ايضا جاء في التلمود" اذا كان هناك اعتقاد بان الاغيار ينوون ايذاء اليهودي، ينبغي قتل الاغيار".
معذرة لشهداء اكتوبر 2000 اذ لا يمكن للعدالة ان تأخذ مجراها في واحة الدمقراطية، ومحاكمة كل المجرمين وتغريمهم بقرش واحد. فشهداء مجزرة كفر قاسم قبل اكثر من نصف قرن حظوا بعدالة افضل منكم، فالمجرم حكم عليه وغرم بقرش واحد  قرش شدمي.

(دير الأسد)

الأثنين 4/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع