مثلث... دائرة.. معادلة جديدة



الوحدة الوطنية في أبهى اشكالها ومضامينها، هكذا تجلت في المظاهرة المهيبة في سخنين، هكذا يجب ان نكون دائما في القضايا المصيرية التي لا تحتمل الاختلاف والخلاف، هذا هو الحد الاول للمعادلة. بالمقابل ثمة حدّ آخر، القضاء الاسرائيلي ابى الا ان يتم دائرة الاصطفاف العنصري المثلث. الضلع الاول السلطة التشريعية التي تشرّع العنصرية، والضلع الثاني السلطة التنفيذية التي تحوّل الحبر البرلماني الى دم عربي مسفوك، والضلع الثالث السلطة القضائية التي تمد المجرمين بعصا القانون وبغطاء حريري للأيادي والبنادق المتوحشة.
وماذا بعد، أمام العرب؟ فهل شيء الا شق عصا القانون والبارود. فالقضاء وهو آخر ما "تهتّ" علينا الدولة به بدمقراطيتها المفترضة ابى الا ان يتساوى ضلعا ليس قاصرا مع ضلعي العنصرية الاسرائيلية: الحكومة والكنيست ليغلقوا معا مثلث الدم والفاشية. ثمة اشياء عفنة في مملكة يهودا، حصار على غزة يطال الماء والهواء والغذاء والدواء، وتوسيع للمستوطنات، وكلام عن السلام والمراحل، وقرار سافر وسافل ضد العرب المواطنين في الدولة التي نرفض يهوديتها وعنصريتها، "لا نريد عربيا في هذه البلاد"، هذه دولة جاءت الينا وليس العكس، وهذه بلاد تسكننا كما نسكنها.
السياسة الاسرائيلية الرسمية تجرّنا كما يبدو، الى صدام جديد، اهدافه اكبر واعمق، ولذلك سيكون اخطر وأبعد آثارا، ونحن نحذّر هذه السياسة، ونحن جاهزون، كما كنا دائما، لسنا حجر شطرنج، ولسنا موضوعة مفاوضات مرحلية ولا نهائية. ولدنا هنا، وهنا سنعيش وسنكثر وسنطالب بالمساواة، ولا اقل من ذلك. وهنا سنموت "اذا لم يكن من الموت بدّ".
حسمنا قضية الوجود والبقاء. سلموا بهذه الحقيقة - فهي اقدم من فينوغراد - والا عدتم عدنا، فاننا جاهزون، وسننتضر كما انتصرنا اول مرة.
ونحن ندرك جيدا اننا قلية قومية عربية فلسطينية معتزة بانتمائها، وندرك اننا قوة دمقراطية وسلامية في اسرائيل ونعتز بنهجنا. ونحن جاهزون لمعركة قد تفرض علينا، نحذر من وقوعها، ونحن جاهزون، هنا سنعيش او هنا سنموت
"فإما حياة تسرّ الصديق   وإما ممات يغيظ العدا"
باختصار لن نرضخ للعنصرية والعنصريين، ولن نهاب الاجرام والمجرمين، وكان جوابنا في سخنين "ما منكل وما منلين يا سفاح دير ياسين" وعرابة والطيبة وشفاعمرو وحيفا وكفر قاسم وجت المثلث وعيلبون ومجد الكروم وكفر كنا ونور شمس وكفر مندا والناصرة وسخنين.
واذا كان وجود العرب كأقلية في دولة اليهود ينغص ويقلق يهودية الدولة، فان هذا الحد من المعادلة الصغرى يتناسب ويتشابه مع الحد الاخطر في المعادلة الكبرى تماما كتناسب المثلثات وتشابهها، فاسرائيل دولة اليهود في المنطقة اقلية وهي تنغص وتقلق بوجودها مئات ملايين العرب الكثيرين. ولذلك نحذّر من اللعب بالحدود واكتمال المثلثات والدوائر، فالحدود معروفة تماما والرقم 67 دليل واضح. وثمة ارقام اخرى 242، 338، 194، 181.
فلا الصواريخ المحكمة ولا الخوذات الالكترونية ولا المدافع الثقيلة ولا الطائرات النفاثة ولا الجيوش المدربة ولا العنصرية والتقوقع ولا الحرب ولا كراهية الشعوب ولا الولايات المتحدة الامريكية ولا تساوق اوروبا المخجل ولا تقاعس الحكام العرب سيضمن لاسرائيل البقاء والوجود، ليست الحرب ضمانة للبقاء، السلام هو الضمانة الاكيدة، وقبول الآخر، والاعتراف بحقوق الآخر والانسانية والانفتاح، والارتكاز على العلاقات الانسانية والسلام مع الشعوب العربية الكبيرة والكثيرة العدد، وليس السلام مع الحكام الاقزام القليلي العدد، هذا هو الطريق، هذا هو الضمان للمستقبل المشرق الذي ان لم تريدوه لنا فلن نريده لكم.
ردنا هو مظاهرة سخنين ورسائلها، وقد يكون ردنا - وفقا لممارساتكم -، اكثر من مظاهرة، وحسنا فعلت المظاهرة في سخنين بندائها الى شعبنا في الضفة والقطاع: الوحدة الوحدة لا مبرر للخلاف بعد، الوحدة هي الضمان لكنس الاحتلال ولقلع المستوطنات ولاجبار اسرائيل على التنازل عندكم بقبول السلام العادل والثابت، وعندنا بالمساواة العادلة والثابتة، ولا يمكن لشعبنا هنا وهناك ولا للشعوب العربية الكثيرة ان تقبل بأقل من ذلك، والا فالمعادلات والمثلثات بيننا، وعلى الباغي تدور الدوائر!

(كابول)

علي هيبي *
الأثنين 4/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع