ربع مليون توقيع



مظاهرة عشرات الألوف التي جابت شوارع سخنين، يوم الجمعة الأخير، احتجاجًا على القرار الساقط بعدم محاكمة مجرمي بوالسة أكتوبر 2000، كانت الطلقة الأولى في النضال المتجدّد للجماهير العربية وحلفائها من القوى التقدمية اليهودية، من أجل إحقاق العدالة وإماطة اللثام عن المسؤوليين السياسيين والميدانيين عن قتل 13 متظاهرًا عربيًا.
لقد أثبتت المظاهرة الجبّارة أنّ وحدة جماهيرنا الكفاحية قادرة على التحدّي والتصدّي للغبن السلطوي. وأنّ النضال الشعبي الجماهيري كان وسيظل الأساس في مسيرة بقاء جماهيرنا وتجذّرها في وطنها. ثمة دائمًا مكان لرفد هذا النضال بآليات أخرى، برلمانية ومؤسَّسية وقضائية وغيرها، ولكن الأساس يبقى في جاهزية الناس الكفاحية للخروج إلى الشارع. وهذه أيضًا رسالة هامة إلى حكّام إسرائيل وفي مواجهة سياسة هدر دم الجماهير العربية والانتقاص من شرعية وجودها وتأثيرها في الساحة السياسية في إسرائيل.
واستمرارًا لهذه المعادلة الثاقبة والصائبة، أعلنت الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة عن حملة العرائض الشعبية، من خلال لجنة المتابعة العليا، لجمع مئات آلاف التواقيع العربية واليهودية وطرح مطلب تشكيل لجنة تحقيق حيادية بمشاركة مختصين دوليين، والذي أقرّته لجنة المتابعة بالإجماع الأسبوع الماضي.
تكمن أهمية هذه المبادرة في أنها تعيد الثقل إلى موضعه الصحيح، إلى الشعب؛ وفي أنها تُطرح على طاولة السقف الوحدوي لجماهيرنا، ألا وهو لجنة المتابعة، في وقت يسعى فيه البعض إلى ضرب هذه الهيئة التمثيلية الهامة واصطناع بدائل لها. والمفارقة هي أنّ ضرب لجنة المتابعة لن يكون إلا مقدّمة لمغامَرة انعزالية تخدم نفس سياسة الإقصاء التي ولـّدت جرائم أكتوبر.
إننا نؤكد ضرورة مواصلة الكفاح الجماهري، أيضًا من خلال التجنّد الواسع لجمع التواقيع في كل القرى والمدن العربية، حتى نتحدّى السلطة بأنّنا جميعًا لن نستكين ولن يهدئ لنا بال إلا بمعاقبة كل المجرمين.
الهدف الذي وُضع (ربع مليون توقيع) ليس سهلا قط، ولكنه ليس مستحيلا أبدًا؛ وهذا أوان الشدّ فاشتدّي زيمُ!

 

(الاتــحـــاد)

الأثنين 4/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع