فلنُسجّل: الأول من شباط !



هذا اليوم، الجمعة، الأول من شباط، يجب أن لا يمرّ بعاديّة. فالموقف الوطني والضميري يستدعي جعله بداية لحملة نضالية مدروسة، سياسية، شعبية وقضائية، من أجل إجبار المؤسسة الاسرائيلية على محاكمة ومعاقبة قتلة شبابنا البررة الـ 13، ومن أصدر للقتلة أوامر فتح النار، ومن تحمّل المسؤولية السياسية عن الجريمة، مطلع أكتوبر الأسود 2000.
من هنا تأتي الأهمية المتميّزة لإنجاح الإضراب العام لجماهيرنا والمظاهرة القطرية الاحتجاجية في سخنين، اليوم. فتقرير تبرئة ساحة القتلة والمسؤولين عنهم، الذي أصدره المستشار القضائي للحكومة، لا يشكل إهانة لجماهيرنا كلها فحسب، بل إنه يشكل ضوءًا أحمر في مسيرتها. إنه يعني أن الجريمة أُزيلت عن التقويم الاسرائيلي الرسمي، والخطر بتكرارها أكثر من ملموس. ولنا عبرة في الرصاصات الحية التي أطلقتها الشرطة على شبان قرية البقيعة، قبل شهور. وهذا مجرّد مثال.
إن المطلب بمحاكمة المجرمين لا ينبع من مسألة استكمال اجراء جنائيّ. بل إنه مطلب يتأسّس على مبدأ أن هذه الجماهير العربية لا يمكن أن تسمح بدوس حقها وكرامتها والمرور على ذلك "مرّ الكرام". خصوصًا، أن المؤسسة الإسرائيلية تعُجّ باللئام. لئام العنصرية والترانسفير والتحريض. وهؤلاء، لن يرتدعوا طالما لم يتيقنوا نهائيًا ان هذه الجماهير تعني ما تقول، حين ترفض بحزم وضع حقوقها وكرامتها الوطنية والإنسانية، موضع تسوية.
للأسف، تكاد السّبل القضائية تُستنفد على الصعيد المحلي، وربما لن يكون مفرّ من اعلاء القضية الى مستويات دولية معيّنة. هذا الأمر متروك لدراسة متأنية تحدّد حجم ومسافة الخطوات. لكن يبقى الأمر الأهم هو النضال هنا، في وطننا، في بيتنا، في الموقع الأعز على نفوسنا. وهو نضال طويل، قد لا تتحقق نتائجه بسرعة، لكن نجاحه مؤكد كنور الشمس، إذا ما ظلت نار الإرادة متّقدة، وإذا ما كان النّفس الكفاحي طويلا.
لقد أثبتت جماهيرنا صدق مقولات منيرة كثيرة، مثل "لا يغيب حق خلفه مطالِب" و "اليد تلاطم أشرس مخرز". وإذا كانت صمدت في أحلك الظروف، فيجب على المؤسسة الحاكمة أن تعلم، بأن هذه الجماهير تعلّمت من تجاربها المريرة، ولن تقبل بالمرّة أن يُسفك دمها دون معاقبة المسؤولين. ليس هذا تصريحًا، بل إنه موقف واضح راسخ تعزّزه إرادة حيّة على الحياة الكريمة، ورفض القمع والظّلم، مهما بلغا.

(الاتحاد)

الجمعة 1/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع