ويكون بعد افتضاح الامر قد استحال امر السكوت عليه



لا تلومي فما مللتُ كفاحي
   رغم قهري، ولا رميتُ سلاحي!

ما زالت سياسات حكومة اسرائيل وما سبقها وما سيتلوها فاغرة فاها لمزيد من الدم، فعلى ما يبدو من يصاب بداء العنصرية الهدامة لا "تكنّ" شراهته للقتل، والتجويع، والحصار، والتوسع والعداء والكراهية والبغضاء وأحشاؤه الملوثة اصلا ليس لها من قرار حتى لو استنفدنا كل الكلمات بما يفيد المساوئ تلك في قواميس اللغة حتى لغتهم، وفي هذا السياق واقع الحال المر لا يحتمل لومة لائم في ترسيخ فهمنا لتاريخهم الحافل بالحقد والعنصرية.

لا تختشي في الحق لومة    لائم فالعدل طبع والشعور شعار!

حتى في بعض مقولاتهم الدينية بما يخص "الاغيار" تراها تنضح بغضاء وكراهية وعدائية مما يصب في فكرة انهم "كوم وباقي المفاهيم الانسانية رفيعة المقام كوم آخر"، ومن اجل خدش قضية التعميم على شعبهم بهذا الخصوص فمما ليس فيه شك ان هناك بارقة امل في نفقهم المظلم المستبد غير الدائم، بارقة امل في القوى التقدمية النيّرة العاملة على تغيير نمط فكر الاكثرية المضلل، البارقة المتمثلة برفاقنا اليهود وهم على الرأس والقليل ممن يدورون في فلك التنوير في ظهرانيهم.
فلقد اصبح من الجليّ على وجه التقريب، ويكون بعد افتضاح الامر قد استحال امر السكوت عليه – ان وحدة التحقيق مع رجال الشرطة ستغلق ملفات شهداء اكتوبر سنة 2000، على اعتبار ان لون الدم الذي سال ونزف في حينه شفاف لا لون له، وعليه لا تراه فئة الحكام القذرين ولكن وعلى العكس تماما هنا فانه ذو طعم ورائحة في حال جشعهم وشرههم له/لدمنا، وما النيّة في اغلاق الملفات الا ليستعدوا لوجبة اخرى من لحمنا ودمنا، ونحن لا نستغرب ذلك المسلك الحيواني منهم:

أيها السافك بالعسف الدما   خانك الوعي وخُنت الذمما!

فقرار "ماحش" يدور في هذا الفلك وليس له ولهم القدرة على ما تقدم من كلامنا من تجاوز هذه الدائرة الجهنمية! فان اعتقادهم بامكان طمس الحق جريمة لا يمكن لنا ان نتجاوزها لأن الحق/حقنا ابلج لا يطمسه طامس ما دام الفجر يعقب الظلام،

فيا قاتلا مهما تكن مستخفيا
            سنظل نلحظ فيك شخص المجرم

نحن على يقين بانه ستكون لهم ولنا جولات مستقبلية وعلينا الاستعداد والتحصن لها، ويمثل في تحليلنا ان هذا القرار الذي يشرعن قتل المواطنين العرب الفلسطينيين في اسرائيل – وهم ومواطنو دولة – لا ينبع الا من معين فكرهم النتن الكريه ورفضهم حتى فكرة كوننا مواطنين في هذه الدولة "الأبيّة"! وهم ينسون للحظة او يحاولون ذلك في عقولهم المريضة اننا اصحاب هذه الارض الشرعيون مهما طال الزمن وتقلب وليست الصهيونية الباغية الا عدوانا علينا وعلى الشرق والعالم بأكمله.
نحن نعلنها ونقول لهم ببالغ الصراحة وبأعلى صوتنا اننا لن نستكين ولن يهدأ لنا بال حتى يقدم قتلة الشهداء الـ 13 للمحاكمة لينالوا جزاءهم على ما اقترفت ايديهم الملطخة بالدماء،

دمُ البريء على غدر يضرّجه
                قبيل لؤم اضاع الحس والشمما
في كل آن نرى الارواح مزهقة
                  وعاصف الغدر يغزو الأمن منتقما
يطوي الشباب واطفالا عل دخَل
              وينكر الحق والميثاق والذمما


فشعبنا ما زال يعاني شظف العيش في كل اماكن تواجده دونما استثناء، ويتحمل الكثير من المخاطر والمتاعب ويذوق مرارة النضال والألم والتشريد ولم تُفسد صموده رطانة وميوعة هذه الحقبة/الردة أوليس الالم معصرة القلوب والعقول!! وقلوبنا وهّاجة في رد الظلم والعدوان وعقولنا يقظة صاحية للمخاطر المحدقة..

فلولا العزائم والآمال ما حملت
             ارواحها، في الكفاح المر ابدان!

فمن المزايا الشريفة بذل كل ما في وسعنا لرفع اثقال البغي والظلامة عن كاهل شعبنا الذي ابتلي بالطغيان والعدوان، وهذا امر دافع للوطنية الحقة الصادقة والولوج في سبلها وعرة المسالك والتي لولا وعورتها لفقدت لذتها ورونقها ولولا تضحية ابنائها لخسرت تقاليدها وجلال بهائها.
لقد اخترنا السير على درب المواجهة والتي ترقى الى المقاومة بظروفنا الخاصة ولتميز موقعنا كأقلية قومية في هذه البلاد – التي هي بلادنا – ووطننا الذي ليس لنا وطن سواه، ولجيلنا كتب البقاء وجها لوجه حتى امام الموت والا كيف نكون من الصامدين!

فهل يرى المحتل انا امة مذ
               عرفنا السلم لا ندري الخصاما
او يرى الظالم فينا اننا
                نحمل الخسف ولا نبغي انتقاما
زعموا زورا، فما من أمة
             ساسها العسف ظلوم ثم داما
كُتب النصر لشعب ناهض
                  في سبيل المجد لا يخشى الحماما

فهم على حضارتهم "التي يدعونها" جلادو شعوب لا ينتمون الى شيء من عوالم الثقافة والوعي والحرية ولم يتعلموا ابجدية الوفاء للارض والتفكير بحاضرها ومستقبلها ولا لمن عليها.
فلشظايا اشلاء جنودكم سوف تزحفون على بطونكم.. استجداء لتحصيلها.. فكيف لنا حسن التصرف بشهدائنا!!
اللهم لا شماتة فإنسانيتنا لا تحتمل الشماتة!!
لجنة "اور" والتي بمعظمها هي لجنتهم لم تقدر على التغاضي عن كبر الجريمة/جريمتهم بحق مواطنين في دولة "العز" فوصفت وان كان على حياء تعامل الشرطة مع المواطنين العرب "بالعدائي" ولم يكن غير ذلك اصلا ولو للحظة، وبعد توصياتها قامت الشرطة بقتل 20 عربيا، هذه الشرطة التي في المفهوم الطبيعي عليها ان تكون "في خدمة الشعب" وحمايته من الموبقات المتربصة به اللهم الا من موبقات الحكام وموبقاتها هي كشرطة عديمة الضمير ذات التربية والنفسية العنصرية. فما اسرع ضغط يديها على زناد سلاحها القذر عندما يكون المقابل عربيا وما أنعم حرير يدها عندما يكون غير ذلك حتى وان كان معتديا وهي على يقين من الامر وشتان ما بين حالتنا وحالته! وهنا مكمن الخطر "و"قوننة" وشرعنت قتل المواطنين العرب على يد من من المفروض ان يحمي القانون ويرعاه وينفذه ولكن هيهات، اين هم من هذه المفاهيم ورقيّها.
على الضوء الاخضر المعطى للشرطة وفي امكانية معاودة الكرّة مستقبلا لنا بعض التحذيرات اولها لشعبنا الصامد الصابر بعدم الركون والاستكانة وضرورة الرد على هذه النوايا الخبيثة والمبيّتة والتصدي لها بكل امكانياتنا المتاحة!
إنبذوا كل من ينتمي الى الصهيونية من اشخاص واحزاب.... ومما يؤسف النفر الذي يقول انه ينتمي الى الاقلية!!
منهم متغيرو اللون كالحرباءة ولسانهم كحالهم يتغير بتغيير مصالحهم ولا تُلدغوا من جحورهم وكونوا مؤمنين بقضيتكم وعدالتهما.

ثوروا على الظلم العتيّ جهارا
            لا ترهبوه وإن يكن جبارا!

أوليس هذا حق شهدائنا علينا، أوليس هذا حق دمهم الزكي في اعناقنا، اوليس هذا اقل ما نستطيع تقديمه لهم لتخلد نفوسهم وارواحهم في مقرها الاخير هانئة مستريحة!! اوليس هذا حق اهلهم/اهلنا! فهم:

ابرياء جرعوا كأس الردى
         ونساء قد سقين العلقما!

(كفر ياسيف)

د. جمال شريف *
الأربعاء 30/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع