ماذا يحدث في الضفة؟



كشفت وسائل اعلام عبرية عن موبقات عسكرية مألوفة جدًا، وبشعة جدًا، أمس. فقوات لواء الاحتلال "غفعاتي" تعيث تنكيلا في نابلس والخليل في الضفة الغربية المحتلة، وتتزايد شكاوى الأهالي يوميًا.
أحد قوزاق الاحتلال الاسرائيلي قبض على شاب وهشّم رأسه بعد أن ضربه بجدار من الباطون. آخرون يُطلقون أقذع الشتائم لأمهات وشقيقات المواطنين بشكل مستمرّ. حالة من الرعب تسيطر على كل نقطة تماس مع الجنود. وهذا غيض من فيض. وتفيد مؤسسات ناشطة لحقوق الانسان انها توجهت مرارًا الى عناوين عسكرية مسؤولة، لكن الانفلات لم يتوقّف، وإن حوكم نفرٌ ضئيل جدًا من المجرمين العسكريين.
من اللافت التمعّن في تبريرات الجيش لهذه الانحطاطات الرسمية التي يرتكبها جنود نظاميون في جيش اسرائيل العُظمى.. فهم يقولون إن ذلك اللواء كان يقوم بعمليات (إقرأوا: جرائم حرب) في قطاع غزة. فكان جنوده يصطدمون يوميًا بمقاتلين مسلحين، وعندما تم نقلهم الى نابلس والخليل صاروا يصبّون جام غضبهم المتراكم.
هكذا إذًا تكون الاعترافات.. فالجيش الذي يفشل في مواجهة مقاومين مسلحين ينتقم من المدنيين العُزّل. والحقيقة، أن هذا النهج ليس عينيًا في هذه الحالة فقط، بل هو نهج معتمَد رسميُا لدى مؤسسة الاحتلال الاسرائيلية. رأيناه طيلة سنوات الانتفاضتين. وشاهدناه في العدوان القذر على لبنان صيف 2006.
هذا نهج مزدوج. فهو إرهابيّ بالأساس، لكونه يضع مدنيين في المهداف، لكنه أيضًا نهجٌ جبان، قوامه الاستقواء بالسلاح وقوة السيطرة على من لا حول لهم.
حين نضيف هذه الظاهرة التي تتصاعد الى ما تتابعه العقول والقلوب في غزة الجريحة الصامدة، نرى شدّة قتامة الصورة. فليس صحيحًا أن الوضع صعب في القطاع فقط. بل إن الوضع خطير أينما تواجدَت أقدام المحتلين في الأراضي الفلسطينة.
إنها مفارقة، ولكن هل يَعتبِر الأشقاء في الحياة والمصير والمصلحة الجماعية، من هذا؟
أما آن الأوان للتمعّن جيدًا في المشهد المأساوي الذي يلفّ جميع أهلنا الواقعين تحت الاحتلال، والخروج بالاستخلاصات المطلوبة؟
ألا تكفي كل هذه الموبقات الاسرائيلية حتى يعود الخصوم-الأشقاء الى خندق الوحدة الوطنية النضالية الواحد؟
سنظلّ متمسكين بهذه المناشدة، ولن ننفك نردّدها، لأن الطريق الى الحرية يمرّ بالضرورة من بوابة الوحدة الوطنية.

(الاتحاد)

الثلاثاء 29/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع