كلمة <<الاتحاد>>
إنتهازية القيادة الشاحبة في <<العمل>>

المعلومات تقول إن غالبية أعضاء كتلة "العمل" البرلمانية توافق بهذا الشكل أو ذاك على الانضمام الى حكومة اليمين الاستيطاني برئاسة اريئيل شارون. الذرائع كثيرة طبعًا، منها أنهم سيستبدلون بعض الكتل "المتطرفة"، وكأن شارون هو حمامة بيضاء.
هذا الحزب إما أنه لا يتعلم أو أنه لا يريد ذلك. أو أنه بقيادته الحالية يريد المشاركة في السلطة باي ثمن، لأنها قيادة تعي أفول نجمها لانعدام جرأتها وفشلها، ولهذا تخطط للانضمام للحكومة اليمينية كالهارب الى الامام من داخل أزماته.
لا نحتاج للكثير من التسويغات لوصف هذه الوجهة في "العمل" بالانتهازية. فأين كل الخطابات الرنانة لقادته عن وجوب ايجاد بديل لسياسة الحكومة. واي بديل سيكون اذا ما جلس اقطاب "العمل" بشحوب على مائدة حكومة لا تزال تغتال أي بارقة لتسوية سياسية؟!

ولو اخذنا القضية الاقتصادية بالحسبان، فيمكن الغاء كل مزاعم "العمل" عن موقفه الانتقادي - افتراضا - للخطة الاقتصادية الحكومية، اذا كان يسعى للهرولة الى حكومة البطش السياسي والاقتصادي. فأي بديل ذلك الذي سيقدمه راهنًا أو لاحقًا؟!

لقد ثبت تاريخيا ان حكومات ما يسمى بالوحدة القومية هي وصفة للفشل السياسي، بسبب نهجها القائم على الجمود بل تجميد اي خطوة حقيقية لتغيير الوضع السائد. واذا انخرط "العمل" في هذه الحكومة، فانه سينسجم في سياستها التي يفرضها شارون وموفاز ونتنياهو بكل صلف. فماذا سيتبقى من دعوات "العمل" الى وجوب الخروج من المأزق السياسي والاقتصادي عبر تغيير السياسة الحكومية واستبدالها بنهج مختلف تماما؟

لقد برهنت هذه الحكومة لكل من يريد رؤية الحقيقة أنها لن تغير شيئا من برامجها الجنونية. وراينا كيف اسقطت بمنهجية كل فرصة لاخراج الشعبين من دوائر القتل وسفك الداء. الوضع الراهن لن يتغير الا بغيابها وسقوطها سياسيا بشكل واضح. وأي بديل غير هذا سيكون بمثابة المراوحة في المآسي، واذا انضم "العمل" اليها فانه سيعود كما كان: شريكا كاملا في كل الجرائم، تلك التي قرر فيها وتلك التي صمت عليها.

إن السبيل الوحيد لانقاذ ما يمكن انقاذه هو سقوط حكومة اليمين، نهجا وممارسة. ولن يتغير اي شيء جدي اذا عاد شارون وبيرس لوضع تسويات فضفاضة، ستجعل العربة التي يجرانها أسيرة قوائم هذا الذي يشدّ الى هذه الجهة والثاني الذي يرفس بالاتجاه المعاكس..
البديل الحقيقي الوحيد هو إسقاط حكومة الموت التي يحتل شارون رئاستها بكل خطورة نهجه. هذا هو الشعار: أسقطوا شارون، انقذوا الشعبين!

(الاتحاد)
الجمعة 12/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع