غزّة غزّة!



لم نكن بحاجة إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني أمس، للتيقّن من أنّ ما تمارسه إسرائيل تجاه قطاع غزة هو الإرهاب بعين عينه.
فقد برّر الأول الحصار الإجرامي، وقال إنه سيتواصل طالما "بقي القطاع خاضعًا لسيطرة إسلاميي حماس"، داعيًا سكان غزة إلى السير على الأقدام والافتقار للوقود "لأن نظامًا مجرمًا يحكمهم"؛ أما الثانية، فصرّحت بكل وقاحة إنّ الوضع في غزة يمكن أن يتغيّر خلال دقيقة "إذا ما شاءت حماس هذا، وعلى المواطنين الفلسطينيين أن يعوا ذلك"!
وهذا هو، بالضبط، الإرهاب- الضغط على المدنيين (وفي حالة غزة: تحويل حياة مليون إنسان إلى جحيم وتعريض الآلاف منهم للموت جوعًا أو مرضًا) في سبيل إحراز هدف سياسي هو إسقاط الحكومة الفلسطينية المقالة، وحمل المواطنين على توجيه نقمتهم إلى ذاتهم، بدلا من توجيهها إلى عنوانها الحقيقي: أوكار الإرهاب في تل أبيب وواشنطن وكل من يسكت عليها ويتواطأ معها في أقنان الخنوع العربية.
ونحن إذ لا نعوّل كثيرًا على التحرّكات الرسمية العربية البطيئة والخجولة (كالعادة!)، ندرك أنّ المطلوب الآن بالذات هو تحرّك جماهيري شعبي في مسارين. الأول هو تكثيف حملات الإغاثة في جميع قرانا ومدننا. فقد أعلنت الجبهة الديمقراطية عن جمع حمولة عدة شاحنات، حتى ظهر يوم أمس، من المعونات الغذائية والطبية والتموينية، وهبّت فروع الحزب الشيوعي والجبهات المحلية في كل أنحاء البلاد لإغاثة أهلنا في القطاع. كما تقوم قوى أخرى عربية ويهودية بجهود مباركة في هذا المسار.
أما المسار الثاني فيتمثل في رفع صوت عال وواضح ضد الحصار، وتصعيد النشاطات الاحتجاجية المحلية والقطرية ضد الحصار وضد مجمل السياسة الإسرائيلية وإجراءاتها الإرهابية المفضوحة بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. خصوصًا النشاط الذي يجري اليوم عند معبر كيسوفيم، والمظاهرة العربية اليهودية والمسيرة المقرّرتين ليوم السبت على أحد المعابر على حدود قطاع غزة (أنظر/ي التفاصيل في خبر منفصل على هذه الصفحة).
لقد أعلن مكتب أولمرت أمس أيضًا أنّ إسرائيل ماضية في المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة، وهذا هو الوجه الآخر لنفس السياسة الإسرائيلية الخطيرة، والوجهان معًا يعيداننا إلى القضية الأساس، وهي أنّ حكّام إسرائيل لم يتخلوا عن مشروع تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض الحلم الفلسطيني في ممارسة شعبنا لحقوقه الوطنية والتاريخية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية سيادية مستقلة على كامل التراب المحتل عام 67، عاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين حلا عادلا بموجب القرارات الدولية ذات الصلة.
فلنرفع صوتنا عاليًا مجلجلا: إرفعوا أيديكم عن غزة! ولنمدّ أيدينا إلى أبناء شعبنا المحاصرين! الآن!


(الاتــــــحــــــــاد)

الثلاثاء 22/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع