اسرائيل مستمرة في التحريض على الحرب



عبّرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، عن "بالغ قلقها"، أمس الخميس، خلال زيارتها إلى روسيا، من المساعدة التي تقدّمها روسيا إلى إيران، على صعيد الإسهام في تطوير تكنولوجيّتها النووية، إن كان عن طريق إرسال وقود نووي لتشغيل المفاعلات النووية الإيرانية، أو عن طريق المساعدة في تخصيب اليورانيوم.
وخاضت وزيرة الخارجية ليفني غمار التحريض على إيران، عندما قالت إن "الدمج بين أيديولوجية إيران المتطرفة، وطموحاتها النووية، يشكّل خطرًا على العالم أجمع وأنّ العالم يجب أن يقوم بأفعال لوقف هذه الطموحات النووية"!
وتأتي زيارة ليفني إلى موسكو، واجتماعها بالمسؤولين الروس، ضمن الجهود التي أعقبت زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، للتحضير العلني، والرسمي، لأخذ خطوات ضد إيران، ومن ضمنها الخطوات العسكرية، ضمن مخطّط السيطرة على الشرق الأوسط، من خلال رؤية "الفوضى الخلاقة"، لإتمام مشروع "الشرق الأوسط الجديد".
وتعمل ليفني خلال هذه الزيارة، برأينا، مندوبة للربيب الأمريكي، للبدء في إقناع النظام الروسي، كخطوة أولية، لرفع يده عن إيران، ووقف وصايته عليها، ودعمه التقني لها على كافة الأصعدة، من أجل أن لا تضطر الولايات المتحدة لمواجهة روسيا عندما تأزف ساعة الامتحان الحقيقية.
إن إرسالية ليفني إلى موسكو، ومهمتها، التي أرسلت لتنفيذها في روسيا، تأتي، في سياق المهمة التي أوكلت الولايات المتحدة إسرائيل فيها، لحمل نصف الهم، ولخوض مهمة إقناع العالم بوجوب وضرورة شن حرب على إيران، بسبب برنامجها النووي.
إن استمرار اسرائيل في تحريض العالم على الالتفاف حول الولايات المتحدة من أجل شن الحرب على إيران، يأتي في سياق مصلحة اسرائيل لفرض سيطرتها على الشرق الأوسط، بدوله العربية المعتدلة الحليفة لأمريكا، بعد كسر شوكة الدول المتمردة على الهيمنة الأمريكية، وتحت جناح الولايات المتحدة، التي سوف تقسم كعكة المصالح حسب معرفتها، ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، بحيث تكون القيادة لإسرائيل، تكنولوجيًّا وعسكريًّا، ويكون تزويد مصادر الطاقة من الدول العربية الغنية، مثل السعودية والكويت، أما الدول العربية الفقيرة، مثل مصر والأردن، فستكون المزوّد الأساسي للأيدي العاملة.
لن تنجح الولايات المتحدة في فرض هذا المشروع إلا بعد أن تكسر شوكة إيران وسوريا وحزب الله في لبنان، وهذا ما تنوي فعله في الفترة المقبلة، وهذا ما يجب الوقوف له بالمرصاد.

(الاتحاد)

الجمعة 18/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع