مجزرة اسرائيلية جديدة في غزة!!
بركة: إرهاب دولة منظم! د. حنين: ليخرج
الاسرائيليون عن صمتهم المشين!
"الشعب": وقف المفاوضات في حال استمر العدوان



*مقتل 18 فلسطينيا بينهم نجل محمود الزهار وإصابة أكثر من 50 آخرين بجراح بهجمات إسرائيلية شرق غزة*

 

الشـعـب الفلسطـينـي ضحـيـة الحسابات السياسية الداخلية في اسرائيل 

استمرت طوال نهار أمس، مجزرة بشعة، مخضبة بالدماء الطاهرة، التي غسلت شوارع حي الزيتون في مدينة غزة، المحاصرة، الجريحة، الحزينة.
سفك جيش الاحتلال، بدباباته ونيران بنادقه، دماء ثمانية عشر انسانًا، من المقاومين وغيرهم، في قطاع غزة، موغلا بذلك في اعتداءاته المستمرة منذ أسابيع، والتي يسقط جراؤها الشهداء بشكل يومي، من النساء والأطفال والرجال.
ويأتي هذا العدوان الدموي، كما نشرنا في الأسبوع الماضي، بداية في تطبيق قرار تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية مؤخرًا، وأبلغت به الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي زار البلاد الأسبوع الماضي، وحصلت على "بركته" للبدء في تنفيذ العدوان!!
وتجب الإشارة هنا إلى أنّ هذا العدوان يساعد جورج بوش في تحسين مكانته أمريكيًّا، حيث أنه يقع في خانة "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها على العالم وشعوبه.
كما يساعد هذا العدوان رئيس الحكومة إيهود أولمرت على تقوية مكانته، تمهيدًا لصدور تقرير لجنة فينوغراد النهائي بخصوص الحرب العدوانية على لبنان، والذي من المتوقع أن تتشكّل في أعقابه الضغوط على أولمرت للاستقالة من رئاسة الحكومة. إلا أنه بهذه المجزرة، خاصة إذا استمرت أيامًا معدودة، قد يقوي مكانته شعبيًّا، فسيكون "حامي الحمى، ومحارب الإرهاب" في نظر الجماهير!!
كما يساعده أيضًا في الحفاظ على أركان حكومته مستقرة ثابتة، فيستطيع أولمرت استغلال الجريمة الدموية في قطاع غزة، لإقناع أحد شركائه المركزيين في الحكومة، الفاشي أفيغدور ليبرمان، للبقاء فيها، وعدم تركها، حيث هدّد الأخير بترك الحكومة حال بدء مفاوضات القضايا الجوهرية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وبهذا يقول أولمرت لليبرمان: "لا تتركني، ولا تضعف حكومتي، فلن تجد أكثر منها تطبيقًا للسياسة الدموية التي ترغب بها"!
ونستطيع القول أيضًا أن هذه المجزرة تساعد وزير "الأمن" ايهود براك، ضمن معركته على كسب تعاطف اليمين، فهو وزير "الأمن" الدموي الفعال، الذي لا يدّخر جهدًا في تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم، من أجل هناء المستوطنين، ورغد عيشهم، وبهذا ينجح في تحجيم شعبية بنيامين نتنياهو الصاعدة من جديد.
إنّ المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، لا تخدم أمن اسرائيل، بل أمن حكومة اسرائيل، وأقطاب حكومة اسرائيل، ومستقبل هؤلاء السياسي، وتسهم في تحسين صورة ومكانة حليف حكومة اسرائيل الأول، جورج بوش.
الشعب الفلسطيني ضحية النزاعات السياسية الداخلية في اسرائيل، وعلى القيادة الفلسطينية أن تقف بحزم وحسم أمام استمرار هذه الجرائم.

"الاتحاد"

حيفا- مكتب "الاتحاد"- قتل 18 فلسطينيا بينهم نجل القيادي في حركة حماس محمود الزهار، يوم أمس الثلاثاء في قصف للدبابات الاسرائيلية اثر توغلها شرق مدينة غزة، فيما ندد الرئيس محمود عباس بالمجزرة الاحتلالية التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي.
كما قتل شاب اكوادوري كان يعمل في قرية تعاونية (كيبوتس) في جنوب اسرائيل أمس الثلاثاء برصاص مصدره قطاع غزة اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن اطلاقه وعن اطلاق صواريخ "قسام" على مدينة سديروت في جنوب اسرائيل، أصيب جراؤها أربعة أشخاص بجراح طفيفة.
وجاء هذا التصعيد وهو الاخطر منذ اسابيع غداة اجتماع بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين في القدس للمرة الاولى منذ زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش "التاريخية" لاسرائيل والاراضي الفلسطينية التي توقع خلالها ان يوقع الجانبان اتفاق سلام قبل انتهاء رئاسته في كانون الثاني 2009.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة: "ارتفع عدد الشهداء الى 18 بسبب العملية العسكرية الاسرائيلية على حي الزيتون شرق مدينة غزة".
واضاف ان القصف ادى الى سقوط "أكثر من خمسين جريحا بينهم 12 في حالة خطيرة او حرجة" ونقلوا جميعا الى مستشفى الشفاء بغزة للعلاج.
واعلنت كتائب القسام ان 12 من عناصرها "استشهدوا في القصف الاسرائيلي على حي الزيتون" شرق مدينة غزة.
وفي بيان قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان حسام الزهار وهو نجل محمود الزهار القيادي في الحركة من بين الشهداء.
واضاف ابو زهري ان "حماس تعتبر ان هذه المجزرة الصهيونية هي ثمرة طبيعية لزيارة بوش والغطاء الذي وفره لحكومة الاحتلال لتوسيع حربها ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة".
وقال الزهار للصحافيين بعيد وصوله الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة لوداع نجله حسام (21 عاما): "هذه اولى نتائج زيارة بوش (..) لقد شجع الاسرائيليين على قتل شعبنا".
وتابع: "سوف نرد باللغة التي يفهمونها".
وفي تعقيبه على مقتل نجله في القصف الاسرائيلي قال الزهار: "هذه ضريبة ندفعها من دمائنا ودماء ابنائنا". وحسام هو الثاني من ابناء الزهار الذي يقتل في قصف اسرائيلي حيث ان ابنه خالد قتل عام 2004 في غارة على منزله في حي الصبرة غرب غزة.
من ناحيته قال اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال للصحافيين اثناء زيارة قام بها الى مستشفى الشفاء في غزة: "ما حصل اليوم يؤكد ان القادة وابناء القادة هم في المقدمة" وطالب "امتنا العربية والاسلامية والعرب والمسلمين ان يقفوا وقفة اولا لله ومن اجل الانسانية امام هذه المجازر التي يرتكبها المحتل".
وفي رام الله ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وقال ان "ما جرى اليوم مجزرة ومذبحة ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكدا: "لا يمكن ان يسكت شعبنا على هذه المجازر".
واكد شهود عيان ان الدبابات المتوغلة اطلقت عشرات القذائف المدفعية على شرق حي الزيتون.
وذكر الشهود ان اشتباكات مسلحة وقعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية المتوغلة.
وقال الشهود ان اكثر من عشرين دبابة والية عسكرية توغلت أمس الثلاثاء بغطاء من المروحيات اكثر من 1500 متر في شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة.
من جهة ثانية قالت كتائب القسام انها نفذت "عملية قنص واطلاق نار شرق بلدة القرارة شرق خان يونس ما ادى الى مقتل مستوطن صهيوني في ما يعرف بكيبوتس عين هشلوشا".
وقالت متحدثة عسكرية: "قتل مدني برصاص ارهابيين من قطاع غزة" الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ منتصف حزيران، مضيفة ان الضحية "شاب أصله من الاكوادور" وكان يعمل متطوعا في كيبوتس عين هشلوشا بمحاذاة قطاع غزة.
وقال احد اعضاء الكيبوتس للاذاعة ان الشاب الاكوادوري كان ضمن مجموعة "تمد اقنية ماء على مسافة مائة متر من السياج الامني" الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة.
وبذلك يرتفع الى 6067 عدد القتلى في المواجهات المستمرة بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.
وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي على لسان متحدث باسمه ان العملية شنت "ضد تهديدات ارهابية" على حد تعبير المتحدث. وقالت ناطقة باسم الجيش ان الجنود فتحوا النار على مقاتلين اقتربوا منهم وعلى "سيارة تنقل مسلحين. وتعرف الجنود الى عشرة مسلحين واصابوهم"!!
واعلنت حركة حماس الاضراب الشامل اليوم الاربعاء في كافة الاراضي الفلسطينية للتنديد بالمجزرة التي ارتكبتها اسرائيل.
من جهته قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في مؤتمر صحافي في غزة: "ان الحكومة تعلن الحداد العام لثلاثة ايام بكافة المناطق الفلسطينية وتنكيس الاعلام في المؤسسات الرسمية".
وطالب بـ"وقف كافة المفاوضات واللقاءات (بين الفلسطينيين الاسرائيليين) على الفور اضافة الى كافة اشكال التعاون الامني مع الاحتلال".

 

حزب الشعب الفلسطيني يدين مجزرة الاحتلال في غزة ويدعو لوقف المفاوضات في حال استمر العدوان والاستيطان

غزة- خاص- دان حزب الشعب الفلسطيني المجزرة الوحشية في قطاع غزة التي بدأت في ساعات صباح أمس الأولى وأدت الى مقتل ثمانية عشر مواطنا واصابة العشرات في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وطالب الحزب المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية وكافة منظمات حقوق الانسان بالتدخل العاجل من اجل وقف المجزرة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في القطاع ودعا الى نشر قوات دولية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من المجازر والعدوان الاسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي للحزب ان "تصعيد هذا العدوان الذي يأتي في اعقاب اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني وغداة استئناف المفاوضات الثنائية، يؤكد صحة موقف الحزب بالدعوة لوقف هذه المفاوضات وربط استئنافها بوقف العدوان والمجازر التي يتعرض لها شعبنا ووقف كافة اشكال النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية".
واشار العوض الى ان الحزب يرى ان الصراع مع الاحتلال والتصدي لعدوانه هو الأساس.
كما يؤكد حزب الشعب الفلسطيني على "أهمية تجاوز حالة الانقسام والاسراع في معالجة الأزمة الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعترض شعبنا وقضيتنا الوطنية برمتها".

 

بركة: الجرائم الإسرائيلية في القطاع إرهاب دولة منظم

*أولمرت يدفع دماء الفلسطينيين عربونا لبقاء ليبرمان في حكومته*

القدس- لمراسلنا البرلماني- قال عضو الكنيست محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية البرلمانية، يوم أمس الثلاثاء، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قرر تصعيد جرائم جيشه في قطاع غزه، وتوسيع دائرة سفك دماء الشعب الفلسطيني، من أجل إقناع وزيره العنصري المتطرف أفيغدور ليبرمان بالبقاء في حكومته.
وأضاف بركة، إن المخطط الإسرائيلي تجاه قطاع غزة والضفة الغربية في سبيل تفجير الأوضاع الأمنية أكثر، واختلاق ذرائع لتفجير المسار التفاوضي المتعثر، واضح منذ فترة طويلة، ولكن إشارة التنفيذ الفعلي لموجة المجازر الإسرائيلية الجديدة لمسناها من خلال ما ورد عن جلسة الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد الأخير، وأيضا من خلال تصريحات أولمرت نفسه، أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الأمنية والخارجية.
وتابع بركة قائلا: "إن رئيس جهاز الشاباك، يوفال ديسكين تباهى أمام الحكومة بقتل مئات الفلسطينيين، وهذا لم يرض سلفه وزير "الأمن" الداخلي آفي ديختر الذي استخف بالعدد وطالب عمليا أن يكون أكبر، ثم تبعهما أولمرت في تلك اللجنة ليعبر عن ارتياحه من سفك دماء الفلسطينيين".
وأكد بركة، إن "جيش الاحتلال أوقع اليوم (أمس) عددا كبيرا من الشهداء، وهذه مجزرة رهيبة، ولكن المجزرة الإسرائيلية لا تقتصر على القتل المباشر فالحصار التجويعي الذي تمارسه على قطاع غزة، وأيضا التضييق على الحركة في الضفة الغربية، يفرز مجزرة يسقط ضحاياها بعيدا عن احصائيات الدم الرهيبة، من مرضى يحرمون من العلاج، ومئات الآلاف يعيشون في فقر جائع، وغيره من نتائج الحصار، ولهذا فإن ما تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هو إرهاب دولة منظم".

 

في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست:

د. حنين: على المجتمع الإسرائيلي أن يخرج عن صمته المشين حول الجرائم في غزة!

القدس- لمراسلنا البرلماني- ناشد د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، المجتمع الإسرائيلي إلى إطلاق صرخة "ضد جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة إسرائيل في قطاع غزة باسمه".
ورفض د. حنين التسويغات الحكومية وكأن العملية تأتي لتصفية من تسميهم بالإرهابيين، وقال بأن "هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر الذي سيدفع ثمنه أبناء قطاع غزة أولا، لكن ارتداداته ستمس، بلا شك، أبناء البلدات الإسرائيلية المجاورة".
وكان د. حنين قد تطرق إلى المجزرة الاحتلالية في غزة خلال خطابه اليوم أمام الهيئة العامة للكنيست. علما أن هذه المجزرة المروعة كانت قد أسقطت 18 شهيدا.

الأربعاء 16/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع