زيارة بروتوكولية لا فائدة منها



أنهى الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، زيارته الأولى، والتي ستكون على الأغلب الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة، إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية، بخطاب ألقاه في القدس.
وتطرق الرئيس الأمريكي إلى محاور قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مطلقًا تصريحات لا تتعدى كونها ضريبة كلامية ليس إلا.
فقد انتقد الرئيس الأمريكي الأمم المتحدة معتبرًا أنها فشلت في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، متناسيًا الدور الأمريكي في إفشال كافة مبادرات الأمم المتحدة لحل هذا الصراع، على قاعدة القرارات الدولية ذات الصلة، حيث استخدمت الولايات المتحدة الفيتو عشرات المرات في مجلس الأمن، لمنع اتخذا قرارات ملزمة ضد إسرائيل، واستنكار ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتجاوز بوش في خطابه قضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين تمّ تهجيرهم من أراضيهم وبيوتهم بالقوة أو بالتخويف، عام النكبة 1948، مختزلاً حل هذه القضية المصيرية والمحورية في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، بآلية التعويض، فارضًا على نفسه الوقوف إلى جانب الموقف الإسرائيلي، الرافض لحل هذه القضية على أسس العدل.
وقدّم بوش وعودًا للشعب الفلسطيني، بات هذا الأخير واثقًا من زيفها ومن انعدام رصيدها، بعد تجربة مريرة مع "الراعي" الأمريكي لعملية السلام، فقد وعد راعي البقر بوش بإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًّا.. ويستطيع بوش تقديم الوعود كيفما يريد، وسيرفض الشعب الفلسطيني تصديقه دائمًا، طالما استمر بالتأييد الأعمى غير الموزون لإسرائيل، ولممارساتها الإجرامية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أولمرت أبلغ بوش بخطة عسكرية ستطلقها اسرائيل قريبًا في قطاع غزة، وأنها ستكلف الفلسطينيين ثمنًا باهظًا، وفي هذا دليل على النوايا الإجرامية لدى إسرائيل، وعلى الدعم الأمريكي الكامل لها.
نحن نرى في زيارة بوش إلى المنطقة زيارة بروتوكولية لا فائدة مرجوّة منها، على صعيد القضية الفلسطينية والألم والهمّ الفلسطيني، الذي رآه بوش بأم عينه لدى مروره بالسيارة بين القدس ورام الله، ونرى أنها زيارة مصيرية على صعيد المباحثات الأمريكية الاسرائيلية فيما يتعلق بالنووي الإيراني، ومخططات أمريكا واسرائيل العدوانية!!

الجمعة 11/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع