في نقاشه اقتراح نزع الثقة عن الحكومة:
عصام مخّول: الشعب في إسرائيل يبحث عن مخرج يجعله يفلت من فخ الإحتلال! حكومة تخدّر شعبها وتجوعه ليست أهلا للحياة!

حيفا- مكتب "الاتحاد"- أكد النائب عصام مخول في الكنيست في معرض مناقشته اقتراحات نزع الثقة عن الحكومة، أن الشعب في إسرائيل والرأي العام فيها، يشهدان تحولا هاما في الوعي، بحيث أخذ الشعب يضيق ذرعا بحكومة الإحتلال والإستيطان، وبات يبحث عن مخرج يحرره من الإحتلال، مثلما يبحث الشعب الفلسطيني عن مخرج يحرره من احتلالها. وقال: إن حكومة شارون تواجه واقعا دامغا وفاضحا ومتفجرا، وأن التطورات تجعل من هذه الحكومة حكومة ليست ذات علاقة، ولا حيثية، (وهو ما كانت تقوله هذه الحكومة ورئيسها بحق الرئيس الفلسطيني عرفات منذ وصولها إلى الحكم).

وأضاف مخول: حكومتكم معزولة عالميا، وقد تتحول بوتيرة متسارعة إلى حكومة معزولة على الساحة الإسرائيلية، وهذا هو التحدي الحقيقي أمام ضحايا هذه الحكومة وسياستها، ممن يعانون الجوع والفقر والبطالة، في ظل الضربات الإقتصادية، والذين يواجهون حكومة شرسة إجتماعيا، وبليدة، "نفد تاريخ استعمالها"، حكومة حاولت أن تقصم ظهر الشعب الفلسطيني بتجويعه وإفقاره، فجوعت الشعب في إسرائيل، وقذفت بالعاملين إلى غياهب الفقر والبطالة، وأصبح واضحا أن من يريد التخلص من الفقر والبؤس، عليه التخلص من هذه الحكومة وسياستها.

وقال مخول: إن الوزير أولمرت "يجتهد من جانبه" ويتحدث عن انسحاب أحادي الجانب لامتصاص الإنتقاد الشعبي، الذي بات يحاصر حكومة شارون، ولكن الإمتحان ليس في التصريحات الإمتصاصية، في حين تجري مفاوضات في القاهرة لوقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم، من دون أن تكف حكومة إسرائيل عن رفضها المشاركة في مثل هذا الإعلان، ورفضها أن تدفع مستحقات الهدنة مع الجانب الفلسطيني.

وأضاف مخول: هناك قطاعات كثيرة في المجتمع الإسرائيلي تبحث عن مخرج سلمي، وعن شركاء لحل سياسي، وهناك طرفان يرفضان الشراكة في هذا الحل ووقف نزيف الدم: الجهاد الإسلامي وحماس من جهة وحكومة إسرائيل من الجهة الأخرى.

وأكد مخول أن كلا الشعبين قد تعبا من مواصلة دفع الثمن الباهظ في كل مجال. إن حكومة لم تبن خلال العام الماضي ولو غرفة تعليم واحدة، ولم تفتح صفا في مدرسة، ستضطر إلى فتح مؤسسات للفطام من المخدرات، التي نُشر تقرير مرعب حول انتشارها بالأمس، بما في ذلك في المدارس. إن حكومة تخدّر شعبها وتجوعه ليست أهلا للحياة وعليها أن ترحل.

تشيتا وجوزة الهند !

وردا على عضو الكنيست إليعيزر كوهين المتطرف (هئحود هليئومي)، الملقب "تشيتا"، قال مخول: إن خطاب "تشيتا" المنفلت يضطرني إلى أن أعود وأقص عليكم كيف يتم اصطياد القرود في أدغال إفريقيا، حيث يجري تثبيت جرة في الأرض في داخلها جوزة هند، يمد القرد يده ليمسك بها، فلا ينجح في إخراج الحبة، ولا يفكر بتركها للنجاة وإنقاذ جلده. إن "تشيتا" يتمسك بجوزة الهند الإحتلالية حتى نهر الأردن، في حين أخذ الجمهور في إسرائيل يعي، وحتى الوزير أولمرت أيضا، أنه لا يمكن إنقاذ المجتمع الإسرائيلي من دون التخلي عن جوزه الهند ومن دون التخلي عن المناطق المحتلة في حزيران 1967
هذه هي القضية كلها.
الأربعاء 10/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع