معركة على مكانة الولايات المتحدة



بدأت أمس الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة الأمريكية، لكلا الحزبين، الدمقراطي والجمهوري، وذلك في ولاية أيوا، والتي أعلنت انطلاقة المعركة الانتخابية ربما الأكثر مصيرية في التاريخ الأمريكي.
ويتنافس في الانتخابات التمهيدية، ثمانية مرشحين من كل حزب. وتكتسب أيوا هذه الأهمية البالغة على صعيد الانتخابات التمهيدية، والاهتمام الإعلامي الكبير فيها، لسببين، أولهما أن أيوا هي الولاية الأولى التي تجري فيها الانتخابات التمهيدية، وقد تشكل خطًا موجّهًا لبقية الولايات، والسبب الثاني هو أن المرشحين اللذين فازا في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، في المعركة الانتخابية السابقة (2000)، فازا بترشيح حزبيهما للانتخابات العامة، ولذا فإنّ ولاية أيوا "تتنبّأ" بنتيجة الانتخابات التمهيدية.
على كل الأحوال، تكتسب هذه المعركة الانتخابية الرئاسية، أهمية استثنائية، لعدّة أسباب، فهي تأتي في ظل تراجع غير مسبوق في مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية، وذلك بسبب قيام الرئيس الأمريكي جورج بوش بتوريطها في مستنقعات معارك وحروب، معتقدًا أنه سيكون المنتصر في هذه المعارك، وقد أثبتت الأيام عدم صحة هذا الاعتقاد!!
كما تأتي هذه الانتخابات في ظل اضطرار الولايات المتحدة لحسم عدة قضايا تؤثر تأثيرًا مباشرًا على سياستها في العالم، وعلى مكانتها فيه. فعلى الرئيس المقبل أن يتخذ قرارات مصيرية في القضية الفلسطينية والصراع الاسرائيلي الفلسطيني، والاسرائيلي العربي، وهنا تكمن مواقع ضعف أي رئيس أمريكي، فالمصالح الأمريكية تتطلب انحيازًا مباشرًا للمصالح الاسرائيلية.
كما على الرئيس المقبل أن يتخذ قرارات متعلقة بالاحتلال الأمريكي للعراق، فالمعركة الانتخابية ستتمحور بكاملها تقريبًا حول القضية العراقية، وحول ما إذا كان الجيش الأمريكي سيبقى هناك أم لا، وعلى الرئيس الأمريكي المقبل أن يتخذ قرارًا بالانسحاب يبرز فيه نهجه القيادي!!
وعلى الرئيس المقبل أن يتخذ قرارًا يخص الملف الإيراني، مع استمرار التحريض الأمريكي على إيران، واتهامها بأنها تطوّر الأسلحة النووية!!!
وبالإضافة إلى ما تقدّم، فإنّ الرئيس المقبل سيواجه مسألة الحفاظ على مكانة الولايات المتحدة أمام التوسع الصيني الروسي، وأمام تشكّل محور جديد معادٍ للولايات المتحدة في مركزه دول أمريكا اللاتينية التي تحكمها أنظمة يسارية تقدمية.

(الاتحاد)

الجمعة 4/1/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع