كلمة <<الاتحاد>>
لمحاصرة وإفشال سياسة العدوان الممارسة

تشير المعطيات التي بدأت تبرز ملامحها على ساحة التطور والصراع ان المناخ أصبح اكثر ملاءمة لمحاصرة ومواجهة سياسة الكوارث والجرائم والدماء اليمينية الشاروينة في داخل اسرائيل. ففي قضيتين مركزيتين أصبحت سياسة التضليل الديماغوغي لحكومة اليمين والاحتلال مفضوحة وتلقى الفشل والعزلة على الصعيد العالمي ومعالم الرفض والمواجهة على الصعيد الداخلي الاسرائيلي.

فالقضية الاولى التي روّجت لها حكومة اليمين الشارونية هي اللجوء الى خلط الاوراق بين المقاومة والارهاب واتهام مقاومة الانتفاضة والفصائل الفلسطينية للاحتلال بانها ارهابية . واستغلت الاعمال المغامرة الفلسطينية بالتفجيرات وقتل مدنيين ابرياء في داخل اسرائيل لدمغ كفاح الشعب الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني بالارهاب وذلك بهدف تبرير الارهاب الدموي وحسم الصراع عسكريًا ضد الفلسطينيين لتعزيز قوائم الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي. ولكن صمود الشعب الفلسطيني الاسطوري في وجه جرائم الحرب التي يمارسها المحتل والمجازر التي يرتكبها من جهة وفشل المحتل في حسم المعركة بقوة التصعيد البلطجي للعدوان الدموي ضد شعب الانتفاضة وتورط حكومة اليمين في مستنقع ازمة اقتصادية - اجتماعية عميقة قد قادا الى زيادة ادراك وقناعة اوساط جديدة في الرأي العام العالمي والاسرائيلي انه لا بديل للخيار السياسي في حل أزمة الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني - العربي. وبدأت تبرز من خارج رحم سلطة الكوارث اليمينية المبادرات لبلورة بديل سياسي للخيار العسكري المدمر الذي تنتهجه حكومة شارون - موفاز - يعلون. وليس من وليد الصدفة ان تلقى اتفاقية تفاهمات جنيف للتسوية السياسية هذا الترحيب والتأييد العالمي لها، في اوروبا وفي غيرها، خاصة وان هذه التفاهمات تزرع الأمل باحتمال تسوية سياسية عادلة نسبيًا وتأخذ بالاعتبار مصالح الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي. هذه الاتفاقية التي اخرجت قوى اليمين والاستيطان الاسرائيلي من حبال عقلها ودفعت حكومة شارون الى المناورة بطرح "برامج تسوية" من خلال تصريحات زعمائها مثل الانسحاب احادي الجانب من 60% من اراضي الضفة الغربية كما صرح نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت.

والقضية الثانية: لقد ثبت للرأي العام العالمي والاسرائيلي ان حكومة اليمين الشارونية لا تطرح على جدول اعمالها واجندتها اي احتمال للتسوية السياسية وأنها تعرقل وتدفن كل مبادرة وكل جهد دولي واوروبي وفلسطيني لوقف نزيف دم العدوان واستئناف العملية التفاوضية. حتى خطة خارطة الطريق عملت على افراغها من مضمونها وذلك من خلال بناء جدار العزل العنصري الفاصل الذي يقطع اوصال الضفة الغربية ويعتبر احد الاشكال السرطانية للاستيطان الكولونيالي.

ان هذه الحقائق وغيرها تجعل من الضرورة الموضوعية بمكان التنسيق والتعاون بين مختلف قوى السلام والدمقراطية، اليهودية والعربية، لتصعيد معركة الكفاح المشترك لمحاصرة وافشال سياسة العدوان والاحتلال اليمينية ولدفع عجلة التطور نحو التسوية العادلة نسبيًا لانهاء الاحتلال وانجاز الحق الفلسطيني المشروع.

("الاتحـــــــاد")
الثلاثاء 9/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع