كلّ عام وأنتم بخير



نودع اليوم سنة مضت لنستقبل غدا فجر عام الفين وثمانية الجديد. وجرت العادة في مختلف بلدان الدنيا ان يجري تلخيص لأحداث سنة مضت ومن منطلق التفاؤل بحزمة من الآمال الوردية، بأن تكون السنة الجديدة أفضل من سابقتها بالنسبة لظروف حياة ومعيشة الناس والبشر.
وبالرغم من أن صحيفتنا "الاتحاد" مشحونة دائمًا بالتفاؤل الواعي الا ان الظروف التي نعيش في ظلها "تغمرنا" بمآسيها وبنعيق غربانها التشاؤمية. ففي وكر الذئب تخمد أنفاس هديل الحمام والبلابل الشادية وتشرد طيور السنونو بعيدًا عن المياه العذبة. فسنة ألفين وثمانية تحمل في طياتها الكثير من المدلولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المترابطة فيما بينها جدليًا. ففي السنة الجديدة، لا جديد نوعيًا تحت الشمس، سنة تخط بالاحمر القاني النازف من جرح لا يندمل مرور ستين سنة على نكبة الشعب العربي الفلسطيني، مرور ستين سنة على حرمان الشعب العربي الفلسطيني من حقه الوطني والشرعي بتقرير المصير في إطار دولة مستقلة، أقرتها الشرعية الدولية. مرور ستين سنة على شعب فرض على حوالي سبعين في المئة من بناته وأبنائه، أكثر من ثمانية ملايين فلسطيني يعيشون معاناة اللجوء في مخيمات  الشتات القسري، في لبنان وسوريا والاردن ومصر والعراق، وتحت نير الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة والقطاع المحتلين منذ السبعة والستين.
واستقبالا للعام الجديد هذه المرة نحن متفائلون بأن العالم بأجمعه  تقريبًا أصبح على قناعة تامة، بأنه لا مفر من قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، كشرط لا بد منه لبناء قواعد السلام العادل، الشامل والثابت في هذه المنطقة النازفة دمًا. ورغم هذه القناعة الدولية الا انها لا تستقيم مع موقف ذئب العدوان الاسرائيلي الذي يرفض التخلي عن طاقم أنيابه المفترسة. فالمعتدي الاسرائيلي يعمل على فرض سلام الاستسلام الذي ينتقص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، ضاربًا عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية وبالاتفاقات وبالتفاهمات التي توصل اليها ووقعها مع الطرف الفلسطيني. نستقبل العام الجديد في وضع يواصل فيه المحتل الاسرائيلي تصعيد عملياته الاجرامية، من توسيع وتكثيف الاستيطان وعمليات تهويد القدس الشرقية المحتلة، ومواصلة بناء جدار الضم والعزل العنصري في الضفة الغربية. كما يواصل المحتل الاسرائيلي فرض الحصار الاقتصادي والتجويعي، على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة الأمر المأساوي الذي ينذر ويهدّد بحدوث كارثة انسانية واجتماعية في قطاع يعاني من الفقر والمجاعة والبطالة.
وحكومة تمارس الاحتلال وارتكاب الجرائم ضد شعب آخر لا يمكن ان تكون حكومة تعمل خيرًا لصالح شعبها. "فمعايدة" حكومة اولمرت – براك – ليبرمان للجماهير في اسرائيل بمناسبة العام الجديد اقرار ميزانية جديدة مدلولاتها الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية، زيادة حدة الفقر واتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء، وزيادة النفقات العسكرية العدوانية وتصعيد السياسة التمييزية العنصرية المعادية للأقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. فرسالتنا للعام الفين وثمانية الجديد مدلولها ان  هيّا على الكفاح وتصعيد النضال السياسي الجماهيري اليهودي - العربي المشترك، من اجل السلام والمساواة والتقدم الاجتماعي.

("الاتحــــــــــــاد")

الأثنين 31/12/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع