طلب قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، تقريرًا، حول ممارسات جنود الاحتلال على الحواجز المنتشرة في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة. وقد نشرت نتائج هذا التقرير أمس، وهي تفيد بأنّ ربع الجنود المنتشرين على هذه الحواجز مارسوا أو شهدوا ممارسات "عنيفة"، كما أسماها التقرير، ضد الفلسطينيين الذين يمرّون عبر هذه الحواجز ليصلوا بيوتهم أو أماكن عملهم أو مدارسهم أو جامعاتهم.
وزعم متحدث بلسان جيش الاحتلال، محاولاً تبرير هذه النتائج، بأنّ الجنود على هذه الحواجز الاحتلالية "يعيشون واقعًا أمنيًّا معقّدًا"!!!
من المفيد، برأينا، نشر هذه النتائج، لأنه يسهم في جعل المتمسكين بمقولة "الجيش الأكثر إنسانيّة في العالم" يرون مدى زيف هذه المقولة، فهذا الواقع "الأمني" المعقّد، يا سيادة الناطق بلسان جيش الاحتلال، هو من صنع أيدي هذه المؤسسة الاحتلالية، التي تطعم نار الحرب، بأجساد أبنائها وبناتها، وهم ما يزالون فتية وفتيات صغارًا، لا يتعدون العشرين من العمر.
الواقع المعقّد يا هذا ليس سوى واقع سياسي صنعته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وأصرّت على التمسّك به، رغم رؤيتها ومعرفتها لنتائجه، وهو واقع الاحتلال، الواقع الأكثر وحشية في هذا العصر، الواقع الذي يدوس حياة وكرامة الواقعين تحته، دون أدنى اعتبار لإنسانيّتهم، بحجج "أمنية" واهية، تافهة، سخيفة، ليس لها أي رصيد، هذا هو الواقع "المعقّد".
ونحن نقول، ونكرّر ما قلناه دائمًا، بأنّ المجتمع الإسرائيلي يدفع ثمن احتلاله لأراضي الشعب الفلسطيني المعدّة لإقامة دولته المستقلة، فالعنف ضد الشعب الفلسطيني، الذي يمارسه هؤلاء الجنود، من الشبّان والشابّات، لن ينتهي عند حدود الخط الأخضر، أو جدار الفصل العنصري، فهؤلاء يحضرونه معهم إلى بيوتهم، ومدنهم، وأحيائهم السكنيّة، وإلى ملاهيهم الليلية، قتلاً وسرقة وعنفًا ضد المسنّين، واغتصابًا، وحوادث طرق.
هذه هي نتائج احتلالكم، ولن يُرحم المجتمع الاسرائيلي من هذه النتائج، طالما لا يرحم حكّامه الشعب الفلسطيني من الاحتلال، فالاحتلال هو الأب غير الشرعي لكل آفات العصر التي يواجهها المجتمع الاسرائيلي، والتي يعانيها أبناؤه وبناته كل يوم وفي كل ساعة.
لن يستطيع المجتمع الاسرائيلي العيش في سلام داخلي، طالما يذبح بسكين الاحتلال رقاب الشعب الفلسطيني. فمارد احتلالكم ينقلب يوميًّا على خالقه، ليعيث فسادًا لديه.