لا ســلامَ مـع الاسـتـيـطــان
يـا أربـاب الاحتـلال!



يومًا بعد يوم ومنذ اختتام مؤتمر انابوليس الدولي يتضح على ارض الواقع المدعوم بالمعطيات الصارخة، ان حكومة اولمرت – براك – ليبرمان غير معنية بتسوية عادلة للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وغير مؤهلة للتقدم بخطوات جدية، نحو انجاز الحل الدائم الذي يقرّ ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، حقه بالدولة والقدس والعودة. وممارسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي تؤكد ان السلام العادل غير وارد في برنامجها الاستراتيجي المنسّق مع ادارة بوش الامريكية، وتلجأ لارتكاب جرائم استفزازية في المناطق الفلسطينية المحتلة. ولا تقف الجرائم الاستفزازية التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي عند حدود الممارسات الوحشية الدموية من قصف وقتل وحصار اقتصادي وتجويعي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ممارسة ابشع صور العقوبات الجماعية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. جرائم المحتل لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه بالدوس على ما التزمت به او اوحت الالتزام به في مؤتمر انابوليس. ففي مؤتمر انابوليس نجح التحالف الاسرا-امريكي، في ان تكون خارطة الطريق المرجعية الاساسية للتسوية والحل الدائم وان يكون الطرف الامريكي الراعي والمرافق والحكم لعملية التسوية، أمّنوه كما يؤمّن الذئب على الغنم. ومن اهم بنود خارطة الطريق وقف جميع اشكال الاستيطان الاسرائيلي في المناطق المحتلة بما في ذلك الاستيطان لتلبية احتياجات الزيادة الطبيعية. ولم يمض اسبوع بعد على مؤتمر انابوليس حتى كشفت حكومة الاحتلال للعالم اجمع انها تستهتر ولا تلتزم التقيد بأي اتفاق ما دام نظام عولمة ارهاب الدولة الامريكي يسندها! فأمس الاول اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية المختلفة واوساط الاحتلال انه طرحت مناقصات للبناء في منطقة "جبل ابو غنيم" الفلسطينية في القدس الشرقية. هذه المنطقة التي هوّدها المحتل تحت اسم "هارحوما". وان المحتل سيبني في هذه المنطقة كدفعة اولى اربعمئة وخمسين بيتا سكنيا!!
ان هذا الاستفزاز الاستيطاني ينطوي على مخاطر جدية من حيث مدلوله السياسي. فمن جهة تستهدف حكومة اولمرت – براك ان تثبت لقوى اليمين المغالي في تطرفه، لقوى الاستيطان والفاشية العنصرية وايتام ارض اسرائيل الكبرى، امثال "اسرائيل بيتنا" والمفدال وشاس وغيرهم، ان اولمرت لم يتنازل في انابوليس للفلسطينيين، خاصة في القدس التي ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية، والبناء الاستيطاني الجديد يؤكد ذلك. فاولمرت يحاول المحافظة على حكمه المهتز والمأزوم على حساب اجهاض وافشال العملية السلمية. والاخطر من ذلك ان عملية الاستيطان الجديدة تندرج في اطار اتمام مخطط تهويد القدس الشرقية وربط القدس بمعاليه ادوميم، وهذا يعني فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، بمعنى تمزيق اوصال الوحدة الاقليمية للدولة الفلسطينية العتيدة، عرقلة اقامة دولة فلسطينية طبيعية وقابلة للحياة. فالاستيطان والسلام لا يتعايشان في حكومة الاحتلال. فأوقفوا سرطان الاستيطان.
الخميس 6/12/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع