إعـمـلـوها ولـو لـمـرة واحـدة
يــــــــا عـــــــــــــرب!



يبدأ اليوم الثلاثاء في القاعدة العسكرية البحرية الامريكية أنابوليس المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش. ويشارك في هذا المؤتمر، "والخمسة بعين الشيطان والحاسدين"، اربعة عشر وفدا عربيا من ممثلي اصحاب السيادة والجلالة، الملوك والرؤساء العرب. وفي الاجتماع التحضيري الذي حضره الممثلون العرب بمشورة وزراء خارجية دول الجامعة العربية عشية مؤتمر انابوليس في يوم الخميس الماضي، حلفوا اغلظ الأيمان وبلغة عربية تنافس الامام علي ببلاغتها انهم لن يكونوا في مؤتمر انابوليس "كثيرين وقليلي البركة"، فبوحدة صوانية للموقف سيكونون سندا للحق الفلسطيني والحق السوري لاستعادة اراضيهم التي تغتصبها وتحتلها اسرائيل!!
كل ما نتمناه ان ينزرع في قلب الوفود العربية قلب جرأة وشجاعة خالد الذكر ياسر عرفات الوطنية تعبّر عنها بـ "لا" لمؤامرة الانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الشرعية التي يحيكها التحالف العدواني الاسرا- امريكي، وانه لا تنازل عن "المبادرة العربية" وقرارات الشرعية الدولية ذات الشأن لصياغة الحل الدائم للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي. إعملوها ولو لمرة واحدة يا عرب، اعملوها هذه المرة نظرا للظروف المصيرية والمأساوية التي يمر بها الشعب العربي الفلسطيني ووطنه المحتل والمستباح من قبل جند الاحتلال وقطعان وحوش المستوطنين. فالحقيقة هي اننا غير متفائلين ولا ننتظر خيرا او احتمال أي زحزحة جدية في الموقف الاسرائيلي المسنود امريكيا في انابوليس بالنسبة لخارطة الحل الدائم للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. فالرئيس بوش نفسه في رسالة الضمانات لشارون وقع بختم الموافقة على خارطة الحل المنقوص الاسرائيلية والتي اهم مركباتها تحويل جدار العزل العنصري الذي ادعوا انه جدار امني جدار سياسي يرسم الحدود بين الكيان الفلسطيني المسخ الذي سيقوم بين الامبراطورية الاسرائيلية الموسعة على حساب ضم كتل الاستيطان والقدس الشرقية الى اسرائيل والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين والهيمنة الاسرائيلية على مصادر المياه الجوفية وعلى الناحية الامنية برا وجوا وبحرا في الكيان الفلسطيني او المحمية الاستعمارية التي تتخذ جزافا من "دولة فلسطين" اسما لها، وقد اثبتت اللقاءات والمحادثات المتكررة والمضنية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت وبين طواقم العمل التحضيري الاسرائيلية- الفلسطينية ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي ترفض وبشكل عنجهي المقترحات الفلسطينية بالذهاب الى مؤتمر انابوليس "بوثيقة مبادئ" تحدد قواعد الموقف من القضايا الجوهرية وتحديد جدول زمني لانهاء مفاوضات الحل الدائم، حتى ان حكومة اولمرت- براك رفضت الموافقة على بيان مشترك يصدر باسم الطرفين. امام هذا الوضع فان قوة الضغط الفاعلة للتأثير على الموقفين الاسرائيلي والامريكي وكسب الرأي العام العالمي تعتمد على صلابة الموقف الفلسطيني المتمسك بثوابت حقوقه الشرعية وبصلابة الموقف العربي المساند له.

الاتحاد

الثلاثاء 27/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع