مسؤول امريكي: الضربة في العمق السوري مكّنت دعوتها للمؤتمر"..!
سـوريا فـي أنـابـولـيـس!



إستجابت الادارة الامريكية للاشتراط السوري بتوثيق الطلب السوري، بوضع قضية الجولان السوري المحتل والمسار السوري – الاسرائيلي على اجندة برنامج مؤتمر انابوليس. فالمملكة العربية السعودية ولتبرير مشاركتها في مؤتمر انابوليس اشترطت اجماعا عربيا في المشاركة (كلنا في الهوا سوا)، ولهذا ومن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس الماضي، اتصل وزير خارجية السعودية سعود الفيصل برئيسة مؤتمر انابوليس كوندوليزا رايس طالبا ازالة العائق من طريق مشاركة سوريا، وذلك بطرح موضوع الجولان والمسار السوري – الاسرائيلي على اجندة المؤتمر. وتحت الضغط السعودي جرى تغيير عنوان الجلسة الثالثة من المؤتمر التي كانت بعنوان "مشاركة الدول العربية في العملية السلمية" الى "الجهود لاحلال السلام المنطقي الشامل"، وعندها اعلن فيصل هذا الامر للوفد السوري واضاف "ما دام الجميع موافقين على المشاركة في انابوليس فلن نتخلف نحن عن الجميع وسنشارك"!!
اما من وجهة نظر العنجهية الامريكية – الاسرائيلية فلدعوة سوريا للمشاركة اسباب اخرى، ففي الخبر البارز على الصفحة الاولى من صحيفة "هآرتس" عدد امس الاحد، وبالبنط العريض، جاء على لسان موظفين امريكيين كبار "ان الضربة (المقصود الضربة الجوية الاسرائيلية في العمق السوري) على سوريا مكّنت دعوتها للمؤتمر"!! وان ما يدفع سوريا الى المشاركة هو ضعفها والعزلة التي فرضتها ادارة بوش عليها بهدف تدجين نظامها في حظيرة الولاء لامريكا. ولكن ما يتضح من بين السطور وفي الواقع ان الهدف الامريكي والاسرائيلي وحتى العربي المدجّن امريكيا من وراء دعوة سوريا، هو ازالة عقبة من طريق نهج سلام الاستسلام الامريكي ومحاولة عزل سوريا عن ايران ودق الاسافين بين سوريا وبين جميع معارضي المشاركة في مؤتمر انابوليس، من حماس وحزب الله وغيرهما.
في جميع تعليقاتنا السابقة المتعلقة بمؤتمر انابوليس اكدنا اننا لا نثق بسياسة الادارة الامريكية ولا بسياسة حكومة اولمرت – براك – ليفني – ليبرمان، ولا نثق باحتمال ان ينبثق عن هذا المؤتمر اية نتائج ايجابية تدفع عجلة التطور في المنطقة نحو انهاء حالة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني - العربي المخضّب بالدماء، على اساس انسحاب المحتل الاسرائيلي من جميع المناطق المحتلة منذ السبعة والستين، من المناطق الفلسطينية والهضبة السورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني الوطني بالحرية والدولة والقدس والعودة.
ما نتمناه، - وليس كل ما يتمنى المرء يدركه - ان يؤلف الموقف الفلسطيني المتمسك بثوابت حقوقه الوطنية والموقف العربي المساند للموقف الفلسطيني بهكذا قوة ونضوج تعزل عالميا المواقف الاسرائيلية والامريكية المعادية للحقوق الشرعية الفلسطينية والسورية واللبنانية، وتجند تضامنا واسعا وتصعيدا جديدا للقوى العالمية، لجميع انصار حق الشعوب في التحرر والسيادة الوطنية، ونضالها تجسيدا للحقوق الوطنية الفلسطينية، لحق الشعب العربي الفلسطيني بالتحرر والدولة والقدس والعودة، ولانسحاب اسرائيل من الهضبة السورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية.
الأثنين 26/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع