ماذا تتضمن رسالة العرب الى أنابوليس؟!



اختيرت مصر النظام عرّابا رئيسيا لمؤتمر انابوليس الذي دعا اليه الرئيس جورج دبليو بوش ومحطة فحص للذات العربية لحقن من تستدعي الحاجة لحقنه بمصل مخدرات "صحوة الوعي" الامريكي – الاسرائيلي استعدادا لبلورة موقف عربي عشية انعقاد مؤتمر انابوليس في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري، يوم الثلاثاء المقبل، بلورة موقف لا يغضب السيد الامريكي وعبده الاسرائيلي، ولكن بشكل يوفر للشعب الفلسطيني بعض فتات مائدة حقوقه الوطنية التي يمنّ بها عليه التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي.
ولهذا لم يكن من وليد الصدفة ان يجري الرئيس المصري حسني مبارك محادثات في شرم الشيخ اولا مع رئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت ومع مندوب مجموعة الاربع (الكوارتيت) طوني بلير عراب الاستراتيجية الامريكية، وقبل ان يلتقي ويجري محادثات قمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الاردني عبدالله الثاني امس الخميس، ولقاء لجنة السلام العربية على مستوى رسمي من وزراء خارجية وغيرهم امس ايضا في القاهرة. وقد صدق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد في تأكيد على اهداف لقاءات الرئيس المصري عشية عقد مؤتمر أنابوليس. فقد اكد عواد في بيان لوسائل الاعلام ان الهدف من الاجتماع مع المسؤولين العرب "ليس لبحث الموقف من المشاركة او عدم المشاركة في اجتماع انابوليس، ولا يرمي الى اتخاذ موقف عربي موحد ازاء المشاركة في اجتماع انابوليس او مقاطعته، بل لبلورة موقف عربي مما هو مطروح امام الاجتماع وما سيسفر عنه من نتائج وتقييم العملية التحضيرية له حتى الآن"!! فهذا يعني من حيث المدلول السياسي الموافقة على المشاركة العربية في مؤتمر انابوليس تلبية لدعوة بوش بالرغم من ان الطرف الاسرائيلي المسنود بالدعم الامريكي من ادارة بوش رفض وبتعنت وقح الموافقة على الطلب الفلسطيني، على المقترحات الفلسطينية، الذهاب الى مؤتمر انابوليس (بوثيقة مبادئ) مشتركة تتضمن الاسس الرئيسية للموقف من قضايا الحل الدائم والتي تشمل ثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية "الحدود، القدس، العودة، المياه والمستوطنين"، وطرح جدول زمني محدد للتفاوض حول هذه القضايا وانجاز التسوية السياسية السلمية في نهاية المطاف. يشارك العرب بالرغم من ان اسرائيل رفضت المبادرة العربية للتسوية السياسية وبالرغم من ان المؤتمر في انابوليس سيختتم دون صدور بيان مشترك اسرائيلي، فلسطيني وممهور بتواقيع وموافقة ممثلي اربعين دولة ومنظمة تشارك في مؤتمر انابوليس وتلتزم بملاحقة تنفيذ جوهر البيان حتى التوصل الى اقرار الحل الدائم للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي.
فحتى كتابة هذه السطور اعلن عن ان الدعوة للمشاركة في المؤتمر وصلت الى كل من السلطة الفلسطينية واسرائيل ومصر والاردن والسعودية والعراق وقطر والبحرين والمغرب والدول دائمة العضوية في مجلس الامن والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، ولا نعلم بعد اذا دعيت سوريا للمشاركة والتي اشترطت لحضورها طرح قضية الجولان السوري المحتل على اجندة مؤتمر انابوليس.
في لقائه مع مبارك اكد طوني بلير وردد مبارك بعده حول اهمية الدعم الاقتصادي والمادي للمناطق الفلسطينية المحتلة، ونحن نؤكد ان اهم مساعدة تقدم للشعب الفلسطيني هي اولا وقبل كل شيء زوال الاحتلال الاسرائيلي وانجاز الحق الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة والمياه.
الجمعة 23/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع