ألتوافق سيّد الأحكام في وضع لبنان اليوم!



للمرة الرابعة يجري تأجيل انتخاب رئيس الدولة اللبنانية، الذي كان مقرّرا في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري، هذا بالرغم من ان البطريرك نصر الله صفير قدّم حسب اتفاق الموالاة والمعارضة عدة اسماء مرشحين يجري اختيار احدهم بالتوافق بين الطرفين. والموعد الرابع الجديد هو بعد غد الجمعة، وتعود اسباب الفشل حتى اليوم في الاتفاق على مرشح للرئاسة توافقيًا بين مجموعة الرابع عشر من آذار التي تدير الحكومة (الموالاة) وبين المعارضة التي تضم بالأساس حزبي، حزب الله وأمل ومجموعة العماد ميشيل عون وغيرهم ، تعود أسباب الفشل الى عاملين مركزيين وهما:

 

* ألعامل الاول: انه بعد فشل تحقيق الهدف الاستراتيجي المركزي للحرب العدوانية الاسرا-امريكية على لبنان، في صيف السنة الماضية في القضاء على المقاومة اللبنانية، وخاصة على حزب الله وحلفائه والمقاومة من مناضلي الحزب الشيوعي اللبناني وغيرهم، لترجيح كفة القوى المدجّنة أمريكيًا وفرنسيًا في لبنان وتسليمها مفاتيح إقامة نظام لبناني جديد، يدين بالولاء لاستراتيجية الهيمنة الأمريكية- الاسرائيلية في المنطقة، والاستعداد للخدمة في بناء أول مدماك في بناء "الشرق الأوسط الكبير" الذي تخطط الادارة الامريكية استراتيجيا لاقامته، ففشل خطة التآمر في تحقيق هدفها عسكريًا بالرغم من الجرائم ضد الانسانية والشعب اللبناني التي ارتكبها طيران الغزاة الاسرائيليين المعتدين، المجازر والتدمير الهمجي للأحياء السكنية في الجنوب اللبناني، وفي الضاحية الجنوبية من بيروت وفي صور وصيدا وغيرها، فشل الحسم العسكري وهزيمة المعتدين عسكريًا جعل أعداء المصالح الوطنية للشعب اللبناني من ادارة امريكية وفرنسية واسرائيلية مع خدّام سياستهم في لبنان، ينسجون خيوط مؤامرة سياسية مدلولها تقزيم المكسب الذي حققته المقاومة في الحرب ضد الغزاة المعتدين، وإشعال فتيل الفتنة وتأجيج الصراع بين مجموعة 14 آذار (الموالاة) وبين المعارضة (قوى المقاومة وحلفائها)، والمطالبة بتجريد المقاومة من السلاح وإفشال كل محاولة تقدمت بها المعارضة للوفاق الوطني اللبناني، مثل اقامة حكومة وحدة وطنية لبنانية من مختلف الأطراف، لقيادة لبنان في مجالات إعادة إعماره وتقّدمه الحضاري والدمقراطي، وكذلك إفشال انتخاب رئيس دولة توافقي أو اجراء انتخابات دستورية برلمانية على أساس الطريقة النسبة المطلقة (كل لبنان منطقة واحدة) وإلغاء طريقة الانتخابات المنطقية على أساس المحاصصة الطائفية والدينية. فالسفير الأمريكي في بيروت تحوّل الى "ابن بيت" عن جماعة 14 آذار ومستشار وقائد أوركسترا لهذه المجموعة الذي يضرب على أوتار الشؤم نغمات إشعال نيران الفرقة الوطنية وتأجيج الصراع حتى لو ادى الى حرب أهلية مدمّرة، بهدف حسم الصراع مع المعارضة اللبنانية عسكريًا. فالتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي اللبناني يعرقل عمليًا ويمنع التوافق الوطني في انتخاب رئيس الدولة ويستهدف ديمومة "الفوضى الايجابية" في لبنان خدمة لاستراتيجيته.

 

* ألعامل الثاني: عدم توفّر الاستحقاق الدستوري لأي طرف من الطرفين والذي يتطلب ثلثي عدد أعضاء البرلمان لانتخاب الرئيس، فلا الموالاة لديها هذه النسبة من الاصوات ولا المعارضة كذلك. ولهذا، وحسب رأينا، فإن التوصل الى اتفاق توافقي حول شخص الرئيس هو سيد الاحكام، ويجنب لبنان كوارث يعدها له أعداء مصالحه.

الخميس 22/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع