هل تحدث مفاجأة عشية انابوليس؟!



إجتمع امس الاول الاثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) برئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، وذلك للمرة الاخيرة قبل انعقاد مؤتمر انابوليس في الولايات المتحدة الامريكية والذي من المحتمل ان يعقد في السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الحالي. وكما انتهت اللقاءات السابقة بين الرئيسين دون اية نتيجة جدية وجذرية هامة، انتهى ايضا هذا اللقاء الاخير عشية انعقاد المؤتمر الدولي، فالموقف الاسرائيلي بقي كما هو متمترسا بلاءاته الرفضية من صياغة "وثيقة مبادئ" متفق عليها حول الموقف من قضايا الحل الدائم (الحدود، القدس، العودة والمياه). فإذا كان الموقف الاسرائيلي ينطبق عليه المثل القائل "هيّاك هياك يا حمار الحيّاك" فهل ستحدث مفاجأة او معجزة تؤدي الى تغيير جذري في الموقف الاسرائيلي المعادي للتسوية السياسية العادلة؟ بعض الاخبار المتسربة من دهاليز اروقة الحكم في اسرائيل تشير الى ان مدى عمق الخلاف في المواقف بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني من قضايا الحل الدائم وصياغة وثيقة المبادئ بموجبها يؤكد انه سيذهب الطرفان الى انابوليس دور أي اتفاق سياسي، وان يكتفي كل طرف بالقاء بيان خاص به في مؤتمر انابوليس يحدد من خلاله مواقفه ومطالبه لانجاز الحل الدائم ويعطى المنبر لخطابات المجاملة والتسبيح بحمد ادارة بوش "راعية السلام" واغداق الكرم الحاتمي بقُبل لا تعد ولا تحصى "لزفة العريسين"، الرئيس محمود عباس وايهود اولمرت، من قبل الوفود المشاركة و"كفى الله المؤمنين شر القتال" اللهم الا باعلان الانطلاق من انابوليس لبدء مفاوضات الحل الدائم دون تحديد جدول زمني لمدتها "وانتظر يا كديش تيطلع الحشيش"!!
وحتى تتم "الزفة" الاسرا-امريكية في انابوليس حسب السيناريو المذكور سابقا التقى رئيس الحكومة ايهود اولمرت امس الثلاثاء، بالرئيس المصري حسني مبارك في مدينة شرم الشيخ المصرية وذلك عشية اجتماع ممثلي البلدان العربية الذي سيعقد غدا الخميس في القاهرة لاتخاذ موقف مشترك ينظم الموقف العربي في "صف السحجة" الامريكي في انابوليس والتمرين لحفظ "الاهازيج" التي يجب ترديدها في حضرة سيادة صاحب الفخامة الرئيس جورج دبليو بوش وحليفه المدلل ايهود اولمرت.
لسنا ضد عقد مؤتمر انابوليس مع قناعتنا التامة انه لن يتمخّض عنه شق الطريق بشكل جدي نحو التسوية السياسية السلمية للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي، ولكن الناحية الايجابية التي يمكن ان تبرز من خلال هذا المؤتمر ونتائجه ان اسرائيل الاحتلال والعدوان وبدعم من حليفها وسندها الامريكي غير جادة وغير معنية بالتسوية العادلة. فلا تسوية عادلة تضمن الامن والاستقرار والسلام في المنطقة وتنهي الصراع الدامي الاسرائيلي- العربي دون انهاء الاحتلال الاسرائيلي للمناطق المحتلة منذ السبعة والستين والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة.

الأربعاء 21/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع