"أوبك" كجسم سياسي بامتياز



تواصل منظمة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، اليوم الأحد أعمال قمتها في العاصمة السعودية الرياض، وسط إقتراحات لا نبالغ إن وصفناها بالثورية من قبل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.
شافيز، الذي اعتبر قبل مشاركته في القمة بأن مبلغ مائة دولار لبرميل النفط يعتبر سعرا عادلا في الأسواق العالمية يأتي الى هذه القمة وفي جعبته اقتراح بتحويل منظمة "أوبك" إلى قوة سياسية تدعم أسعار النفط للدول الفقيرة وتحافظ عليها لسنوات قرب مائة دولار للبرميل للبلدان الغنية.
وبهذا تعزز فنزويلا من موقعها كإحدى أشد المدافعين عن أسعار النفط، علما أنها تملك جزءا من أكبر احتياطيات النفط خارج منطقة الشرق الأوسط، وتمثل رابع أكبر موردي النفط للولايات المتحدة.
وتقف فنزويلا هذا الموقف، استمرارا لسياستها الداعمة بالنفط، وهو أحد أكثر المنتجات الأساسية لديها، فقراء الولايات المتحدة، حيث تقدم لهم النفط بأسعار زهيدة. وعلينا التأكيد في هذا السياق، على أن إجراء رفع سعر برميل النفط إلى مائة دولار، هو إجراء يمكن أن يوصف بالعقابي تجاه الولايات المتحدة، التي أقل ما يمكن أن يُقال فيها، انها تسرق نفط شعوب العالم سرقة، حيث أن عدد سكانها لا يتعدى 4% من سكان العالم، ومع ذلك فإنها تستهلك 25% من مصادر الطاقة في الكرة الأرضية، وترفض أن تطرح احتياطي النفط لديها في الأسواق، مفضلة أن تبقي نفطها لها، رافضة أن تشرك العالم به،
هناك حاجة لمن يعلم الولايات المتحدة، بان العالم ليس ساحة ألعابها الخلفية، وبأن في هذا العالم من يستطيع أن يرفع رأسه شامخًا، بكرامة، رافضًا سلطة القطب الأوحد.
فنزويلا اذا ما استطاعت التسبب برفع أسعار النفط هذه المرة أيضا فإنها ستتمكن بهذا من تسديد لكمة جديدة الى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المعنية ببقاء أسعار النفط بخسة، ويشار إلى أن تطلع الدول الى حقها برفع أسعار النفط قد أسهم في العقد الأخير برفع أسعار برميل النفط من نحو أحد عشر دولارًا، إلى قرابة ستة وتسعين دولارًا.
إننا إذ ننتظر من إيران دورا مساندا للدور الفنزويلي نأمل له أن ينجح برفع أسعار النفط، استمرارا للنجاح الذي لقيه هذا الموضوع اعلاميا اذ تمكنت فمزويلا برئيسها وحضوره الاعلامي من طرح الحق بأسعار عادلة لبرميل النفط، هذا رغم ما تعرض له شافيز خلال هذه القمة من محاولات لتهميشه وتهميش حضوره.

الأحد 18/11/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع